صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

سوق الكانتو فى لندن

صبري غنيم

الأحد، 25 أغسطس 2019 - 09:33 م

- عندنا فى مصر سوق كانتو، وعندهم فى لندن نفس السوق، الفرق بيننا وبينهم أن الذين يذهبون إلى سوق الكانتو فى مصر هم الغلابة الكحة المطحونون الذين يبحثون عن جلباب أو بنطلون أو جاكيت أو حذاء يسترهم، لكن فى لندن الذين يذهبون إلى سوق الكانتو هم الأغنياء المريشون بقصد التطوير والتغيير، لا يبحثون عن الملبس المستعمل لكن يبحثون عن بواقى المصانع من ملابس معروضة بالفعل فى المولات الكبيرة، الفرق بين القطعة فى البواقى وبين المعروضة كبير جدا..
- لقد دعانى أحد الأصدقاء فى زيارتى الأخيرة إلى لندن لزيارة سوق الكانتو فى منطقة ادجار رود فى لندن، وهو على بعد خمس محطات بالأوتوبيس من ميدان ماربل آرش.. يعنى يعتبر فى وسط البلد، كانت مفاجأة لى أن أرى كميات من الأسماك وجميع أصناف المأكولات البحرية طريقة عرضها يفتح الشهية سواء كان الجمبرى أو السمك السلامون.. الأسماك كانت تتصدر مدخل سوق الكانتو تغطيها كميات من الثلج، ثم يبدأ عرض الفواكه بأنواعها تليها باكيات لعرض الملابس بجميع أنواعها أطفال ونسائى ورجالى ويتسابق الناس انجليز وعرب على قطع الملابس، الأسعار محددة لا تقبل النقاش، القميص الكاجوال يبدأ من ثلاثة جنيهات إلى سبعة جنيهات، والقميص الكلاسيك يبدأ من خمسة جنيهات إلى تسعة جنيهات، والذى يريحك أن جميع المقاسات متوفرة لجميع الأجسام..
- الذى أعجبنى فى سوق الكانتو باكية كبيرة تضم أشخاصا يحملون الفائض من ملابسهم ويعرضونها للبيع، هذا المشهد ذكرنى بابنى أيام ما كان يدرس فى لندن، فكنت أزوره فى المدرسة وأكون قادما من باريس حاملا له مجموعة من الملابس وإذا به يرفضها لأنه يشترى مثلها من سوق مشابه لسوق الكانتو فى منطقة سارى وهى المنطقة التى تضم مدرستهم..
- روى لى ابنى أنهم فى المدرسة يختارون ممثلين عنهم لبيع الفائض من ملابسهم، يعنى لو ابنى عنده قميص أو بنطلون أراد التخلص منهما يعطيه لممثل المدرسة وهو طالب مثله ليبيعه له فى سوق الثلاثاء «سوق الكانتو» ويستطيع ابنى بقيمة مبيعات حاجته أن يشترى ملابس جديدة، أرانى قمصانا اشتراها سعر القميص الواحد جنيه استرلينى، لذلك كان يرفض أن اشترى له ملابس.. لاشك أن هذه التجربة تعلم منها الكثير، لكننا فى مصر نرفض مثل هذه التجارب على أنها عيب..
- للعلم أنك تستطيع أن تقضى يومك فى السوق ولا تمل، سوق متنوع، محلات المشويات متعددة ومنتشرة على جانبى السوق، شماسى بارتفاع ثلاثة أمتار تحميك من المطر حتى لا تتوقف الحياة فى السوق بسبب المطر، نساء وبنات لا يخجلن من وقفتهن وهن يستعرضن الملابس على العربات، من قمصان نوم وبيجامات أشكال مختلفة، حتى الملابس الداخلية لها عروض خاصة والطقم قطعتان بثلاثة جنيهات وأقمشة قطنية عشرة على عشرة والإقبال لا يتوقف بسبب الأسعار المنخفضة وطريقة العرض للتشكيلات التى يتم عرضها..
- البائع لا يعطيك فرصة للحوار يرد عليك عندما تطلب مقاسك بخلاف هذا تراه ينزوى فى ركن وفى يده كوب الشاى ويتركك تقلب المعروض على راسه ولا يتكلم لأنه يرى أن هذا هو حقك قبل الشراء، حتى ولو أدرت له ظهرك دون أن تشترى.. لن يغضب البائع..
- فيها إيه لو أن كل محافظة عندنا خصصت مكانا لمثل هذا السوق، بشرط عدم إشغاله بالباعة الجائلين، يعنى نعمل أسواقا راقية نشجع ستات البيوت على عرض ما هو فائض عندهن للبيع، كم من البيوت تعانى من الكراكيب والتخلص منها أصبح ضرورة، مش عيب إن ست البيت تنزل وتعرض ما عندها أو تسلمها لوكيل عنها يعرض بيعها فى هذا السوق، العائد من هذه المبيعات يشكل إيرادا جديدا تستفيد منه الأسرة فى التجديدات السنوية للبيت.. هذا هو اقتراحى ومن لديه اقتراح تستفيد منه الأسرة أكون شاكرا لو تفضل بإرساله.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة