فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

حقها ولا مش حقها؟

فرج أبو العز

الإثنين، 26 أغسطس 2019 - 08:03 م

 

فى مشهد بديع من فيلم العار حوار بين بطلى العمل نور الشريف وحسين فهمى حيث اختلف الشقيقان على حق روقة رفيقة نور الشريف فى صفقة المخدرات ميراث الأب المتوفى ومع اعتراض الشقيق ينفجر نور الشريف بحرقة وحرفية بالغة قائلا: حق روقة.. حقها ولا مش حقها؟
تكرر هذا المشهد مع إطلاق جهاز حماية المستهلك مبادرة «حقك» لتقليل زمن الاستجابة لشكاوى المواطنين، حيث يتم فحص السلع المعمرة من خلال حصر كافة الشكاوى الواردة للجهاز، كمًا ونوعًا وجغرافيًا، ثم تقسيم الشكاوى على كافة العاملين بالجهاز، بحيث يتولى كل عضو من فريق العمل مسئولية ملف محدد من الشكاوى محدد به اسم الشاكى وموضوع الشكوى ورقم التليفون.. ويقوم عضو الجهاز بدوره بالتواصل مع الشاكين فى حضور الشركات والكيانات «الطرف الآخر فى المنظومة» للعمل على اتخاذ إجراء فورى لحل الشكوى بصورة إيجابية.
ومع احترامى وتقديرى للواء دكتور راضى عبد المعطى رئيس جهاز حماية المستهلك والذى بدأ الجهاز يشهد انتعاشا ونشاطا فعليا منذ توليه رئاسته، لكنى أجد نفسى مضطرا لأن أتساءل: لماذا هى مبادرة ولماذا هى لمدة أسبوع وأليس مثل هذه الأعمال وغيرها من صميم اختصاص الجهاز وليسمح لى اللواء راضى بأن أطرح عليه سؤال نور الشريف لحسين فهمى: حقها ولا مش حقها يا سيادة اللواء.
السؤال التالى: أين دور جهاز حماية المستهلك من مراكز الصيانة الوهمية التى تغرق الفضائيات بإعلانات عن المراكز وأنها الوحيدة المعتمدة «حصريا» ثم يفاجأ المستهلك بأنها مجرد «نصباية» ياتى إليك المندوب ليأخذ رسم معاينة يفوق عادة المائة جنيه ويعطيك ورقة مكتوبا بها المطلوب لإصلاح الجهاز سواء أكان ثلاجة أو غسالة أو بوتاجازا ويخبرك أن المطلوب استبدال قطع غيار وسوف نأتى لك بقطع الغيار لتركيبها خلال 24 ساعة.
وتمر الساعات بل الأيام والشهور ولم يأت المندوب.. تعاود الاتصال فيعتذر مبررا تأخره بعدم توفر قطع الغيار بعد لكنهم فى طريقهم لتدبيرها.. ولما كان من الصعب على أى منزل العيش لأسابيع دون غسالة أو ثلاجة يضطر صاحب الشكوى لأن يدبر قطع الغيار بأية طريقة.
يعاود صاحب الشكوى الاتصال بمركز الصيانة لاسترداد رسم المعاينة ويكون الرد: صباحك شريف استعوضهم لقد قمنا بالمعاينة وخلاص وهذا حقنا.. تهدده بالشكوى لجهاز حماية المستهلك ويكون الرد: وماله حقك.. اللى فى خيلك اركبه.
وهكذا تباشر هذه المراكز الوهمية النصب من خلال رسم المعاينة وقد يكون ليس هناك مركز ولا يحزنون مجرد أرقام هواتف موبايل وقت الزنقة يرمى الشريحة المهم يتكسب من عرق البسطاء وغير البسطاء.
أيضا أمام جهاز حماية المستهلك مهمة لا أراها صعبة أو مستحيلة التطبيق حيث يمكنه بالاتفاق مع هيئة الرقابة الصناعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة وكافة مراكز التدريب المهنى المنتشرة فى بلادنا على وضع إجراءات لتراخيص الفنيين الذين يعملون من خلال محلات صغيرة فى الشوارع والأحياء فى إصلاح مثل هذه الأجهزة بحيث يكون الترخيص معتمدا ومعناه أن هذا الفنى مؤهل لمثل هذا العمل ولا سيما أن نضع تسعيرة استرشادية لما يقوم به من أعمال إصلاح.
صدقونى مثل هذه التراخيص ستكون رادعا لمن يدعون معرفتهم بسبع صنايع والبخت ضائع فنجد الجزار لا يمانع من أن يقوم بعمل النجار.. والترزى يقوم بعمل الساعاتى.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة