كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هذا هو الرئيس

كرم جبر

الإثنين، 26 أغسطس 2019 - 08:39 م

أضع سطراً تحت هذه العبارة «التقدير لمصر وشخص الرئيس، وما حققته تحت قيادتكم من أمن واستقرار وتنمية، بالرغم من المحيط الإقليمى غير المستقر، وما يفرضه من تحديات ضخمة».
هذا ما قاله الرئيس الأمريكى ترامب للرئيس السيسى، فى لقائهما على هامش اجتماعات مجموعة السبعة بفرنسا، وفى كل مرة يتحدث فيها ترامب عن مصر تتسم تصريحاته بالعقلانية والموضوعية، رغم التهور والانفلات فى آرائه حول العالم.
أمريكا بالذات لا تكره ولا تحب، ولا تصادق ولا تعادى، إلا من تحترمه، ويخدم مصالحها، وتجد فى صداقته منفعة لها، وهكذا الدول مثل الأفراد فى تعاملاتها مع الآخرين.
«أمن واستقرار وتنمية فى محيط إقليمى غير مستقر» وترامب أكثر من يعلم حجم التوتر والاضطرابات فى المنطقة، من إيران المتحفزة للانقضاض على أى فريسة، حتى تركيا وسياسة «العجوز المتصابى»، وإسرائيل التى تجلس وتضع ساقاً على ساق، ويفعل لها الآخرون ما لا تستطيع أن تفعله.
«محيط إقليمى غير مستقر»، وفى قلبه تعبث جماعات إرهابية بأمن واستقرار الدول، وتلقى دعماً مادياً ولوجيستياً من دول وحكومات وأجهزة تخابر، لاستمرار الفوضى الخلاقة، التى هى دجاجة تبيض ذهباً، للدول المستفيدة من الحروب والاضطرابات.
وواقع عربى غاب فيه مفهوم الأمن القومى العربى، فلم يعد العرب يعرفون من هو العدو الأول لأمنهم القومى، كانت إسرائيل، فهل أصبحت إيران أم تركيا أم الإرهاب أم الحوثيين والقاعدة وداعش؟.. غابت المفاهيم لاختلاف المخاطر.
«محيط إقليمى غير مستقر»، والسبب الرئيسى لعدم الاستقرار تجميد القضية الفلسطينية، التى كانت فى قلب الصراع، وانتقلت الآن إلى الهوامش، وإذا كانت العبارة الشهيرة للرئيس جمال عبد الناصر هى «الوقت فى صالحنا وليس فى صالح العدو»، فلم يعد الوقت أبداً فى صالح القضية الفلسطينية، بسبب فداحة الفرص الضائعة.
وتمخض جمود القضية الفلسطينية عن مبادرة غامضة اسمها «صفقة القرن»، لا يعلم من أين جاءت ولا أين تمضى، ولكن المؤكد أن مصر لن تكون طرفاً فى صفقات، ولها محددات ثابتة بشأن القضية الفلسطينية، لن تتراجع عنها.
أمريكا لا تحب ولا تكره، ولكن تحترم أو لا تحترم.
تحترم القوة والأقوياء، فهى دولة قامت على القوة، ودهست فى حرب استقلالها الضعفاء والمستضعفين، وسحلت أجسادهم وقطعت رءوسهم، ودشنت مبدأ البقاء للأقوياء.
ولو لم تكن مصر قوية ما صرح ترامب بعبارات التقدير والاحترام لمصر ورئيسها، والمعروف عنها المواقف والتصريحات المثيرة للجدل.
«أمن واستقرار وتنمية فى محيط إقليمى غير مستقر»، وشكل الدولة المصرية يتغير كل يوم، وعناصر قوتها آخذة فى النمو، وقدرتها على الاكتفاء الذاتى تتزايد، وأمريكا التى تراقب المنطقة وما يحدث فيها بالدقيقة والثانية، هى التى تقول ذلك على لسان رئيسها.
رئيس مصر يتحرك ويقابل ويناقش ويشارك مع السبعة الكبار فى العالم، على قدم المساواة، ولا يستمد عناصر قوته إلا من شيء واحد: مصر القوية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة