جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

عيب.. !!

جلال عارف

الثلاثاء، 27 أغسطس 2019 - 06:17 م

لم يفتعل الرئيس الفرنسى «ماكرون» معركة حول حرائق الأمازون ـ بل كان يمثل موقفاً ثابتاً له من قضايا الحفاظ على البيئة قاده قبل ذلك إلى خلاف مع الرئيس الأمريكى ترامب عندما انسحب الأخير من معاهدة باريس للمناخ ورفض الالتزام باتخاذ الإجراءات التى كانت أمريكا قد تعهدت بها للحد من تلوث البيئة!


مع حرائق الأمازون قاد «ماكرون» الحملة لإنقاذ هذه الغابات التى تمنح العالم ٢٠٪ من الأوكسجين الذى يتنفسه. بينما اعتبر رئيس البرازيل ذلك تدخلا فى شئون بلاده رافضاً التدخل الدولى لمواجهة الموقف..

ربما بسبب الاتهامات التى لاحقته بالتورط فى تدهور الموقف خدمة لأصحاب المصالح الذين يشجعون حرق الغابات لاستخدام الأراضى فى الزراعة أو البحث عن المعادن.


المؤسف حقاً أن يتدهور السجال إلى ما لا يليق مع تورط الرئيس البرازيلى «بولسونارو» فى الإساءة لزوجة الرئيس الفرنسى حين أعاد موقعه الرسمى نشر ما وضعه بعض أنصاره على موقع «فيسبوك» مع صورة لزوجة الرئيس الفرنسى «٦٦ سنة» وصورة أخرى لزوجة الرئيس البرازيلى «٣٧ سنة» وتعليق يشير إلى أن الفارق بين الزوجتين هو سبب اضطهاد ماكرون للرئيس البرازيلى!


كان طبيعياً أن يغضب ماكرون من الإساءة لزوجته وأن يصف ما فعله رئيس البرازيل بالوقاحة، وأن يقول إن البرازيليات يشعرن بالخجل على الأرجح من تصرف رئيسهن. متمنياً أن يحظى شعب البرازيل برئيس يكون أهلاً لهذا المنصب.


مؤسف بالطبع ما حدث، لكنه لا ينبغى أن يأخذ الاهتمام من القضية الأساسية وهى الجريمة التى تحدث بإحراق غابات الأمازون والقضاء على الرئة التى يتنفس منها العالم. الفساد المرتبط بهذه الجريمة لابد أن يتوقف، والمسئولية الدولية لابد أن يتم تفعيلها. يعرف الرئيس الفرنسى من البداية أنه يخوض معركة صعبة قد يكون عنوانها البارز الآن هو غابات البرازيل، لكن عنوانها الأساسى هو الجانب المتوحش لرأسمالية تترك العالم يدفع ثمن تلويثها للبيئة وتهديدها للحياة.


المعركة طويلة وشاقة، وهى بالتأكيد أكبر من أن يوقفها تعليق يدخل فى باب العيب!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة