الأربعاء، 28 أغسطس 2019 - 06:32 م

قبل أيام أعلن الرئيس الأمريكى «ترامب» أنه قد يعلن الجانب السياسى مما يسميه «صفقة القرن» قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة منتصف الشهر القادم، بعد أن كان مقرراً أن ينتظر نتائج هذه الانتخابات ويتصرف على أساسها.

تصور البعض أن «ترامب» سوف يحاول التمهيد لذلك بخطوات تحاول تهدئة الشكوك الفلسطينية المشروعة فى السياسة الأمريكية فإذا بنا أمام خطوة أخرى فى التصعيد والانحياز الكامل لإسرائيل.

حيث قامت وزارة الخارجية الأمريكية بحذف اسم «فلسطين» من الموقع الإلكترونى الخاص بها، كما حذفت أى إشارة إلى الاراضى الفلسطينية أو السلطة الوطنية أو واقع «الاحتلال» الذى تدينه كل القرارات الدولية.

هذا لا يعنى إلا المضى فى الطريق الذى بدأ بالقرار الأمريكى حول القدس، والذى استمر باعلان الحرب على «الاونروا» وإنكار حقوق اللاجئين، ثم بحصار السلطة الفلسطينية سياسياً ومالياً.. ثم التلويح بأموال «لن تدفعها أمريكا» مقابل إهدار كل حقوق الشعب الفلسطينى فى الأرض والدولة المستقلة والقدس العربية.

يمضى ترامب فى هذا المسار وحيداً. كل دول العالم تدرك انه لا حل إلا بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وان البديل عن حل «الدولتين» لن يكون إلا الدولة الواحدة بقوميتين والصراع الدائم فى المنطقة. ومع ذلك تمضى الإدارة الأمريكية فى الطريق الخطأ. وتتوهم أن حذف «فلسطين» من موقعها الالكترونى يعنى شطبها من أرض الواقع!!

أياً كان الأمر فإن مصير الشعوب لا تحكمه الأوهام ولا تقرره الحسابات الضيقة للانتخابات هنا أو هناك. فلسطين باقية ولا حل إلا بالدولة المستقلة والقدس عاصمة لها. كل ما عدا ذلك لا قيمة له ولا مستقبل.