صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الحق.. العدل

صالح الصالحي

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 - 06:46 م

 

الحق والعدل.
كلمتان نكررهما طوال الوقت.. ونطالب بهما كثيرا..


ولكن هل سأل أحد نفسه هل إيمانه بهما يصل إلى درجة انه يطبقهما.. أو يحاول جاهدا تطبيقهما حقا وصدقا فى حياته؟.. هل يربى ابناءه عليهما مهما كان الثمن؟


أيوه مهما كان الثمن.. فالحق له ثمن.. والعدل له ثمن.. وقد يكون ثمنا باهظا.. يجب على من يؤمن بالحق والعدل ان يكون مستعدا لدفعه.


ام انهما كلمتان نرددهما فقط فى مجالسنا؟


الحق


كلنا مطالب بقول الحق.. وجميعنا يؤيد قول الحق.. ولكن هناك من يغضب إذا قلت الحق.. ورغم علمه بأن ما يقال هو الحق.. إلا انه يرفض هذا القول.. لأن الحق قد يكشف عواراً به.. وهذا قد يؤثر عليه وعلى مكانته ووضعه فى المجتمع.. ولذلك يثور على قول الحق.


فى الوقت نفسه يؤيد قول الحق فى أمرين.. الأول إذا كان ذلك القول فى صالحه.. أى يقويه ويدعمه فى مجتمعه.. والثانى إذا كان هذا الحق ينال من آخرين غيره.
جميعنا يطالب بأن يحصل كل إنسان على حقه فى جميع مناحى الحياة.. ولكن إذا رأى أن هذا الحق، الذى سيحصل عليه غيره قد ينتقص من مكاسبه.. يعلن الحرب عليه.


العدل


الجميع يطالب بالعدل.. وأن يسود العدل جميع مناحى الحياة..

وأن يحصل كل شخص على فرصته فى مجتمعه بالعدل.. باعتبار أن العدل هو الحل لمشاكل كثيرة.. ولكن إذا اصطدم العدل بمكتسبات أى شخص رفضه وتحول عنه.


ويتضح ذلك فى المحاكم فمن يحصل على حكم لصالحه يصرخ بصوت عال مرددا «يحيا العدل».. اما إذا كان الحكم ضده.. رغم انه العدل.. رفضه وأخذ يتمتم بكلمات توصم الحكم بالظالم.


توقفت كثيرا أمام هذه المتناقضات فى حياتنا..

خاصة مع الحق والعدل.. وسألت نفسى مراراً وتكراراً لماذا تحولت هاتان الكلمتان إلى شعارات مجرد شعارات.. نرددها فى مجالسنا لنحصل على استحسان المحيطين.


وعندما نصطدم بهما فى واقعنا ننساهما تماما.. ولا نطيق تطبيقهما على أنفسنا.


هل هى النفس البشرية؟


هل هى القوانين واللوائح التى تحمل ثغرات للالتفاف على الحق والعدل؟


هل هى الحياة بقسوتها ومعتركها؟


أى شىء جعلنا نتناسى الحق والعدل.


 علما بأن حل جميع مشاكلنا الحياتية يكمن فى قول الحق وان يسود العدل.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة