ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

الواقع شيء والنظريات شيء آخر

ممتاز القط

الأربعاء، 28 أغسطس 2019 - 07:25 م

ترتيب الأولويات لابد أن يخضع لرؤية وحسابات دقيقة تختلف من شخص لآخر ومن وقت لآخر وتظل فى النهاية مقرونة بمدى توافر المعلومات والحقائق والتى لا يمكن لكل الناس معرفتها أو الخروج منها بقرار استراتيجي.


من هنا فإن حديث البعض عن الأولويات يظل فى أحيان كثيرة مرتبطا بالمصالح الخاصة وبعض النظريات والمعارف وبعيدا عن امكانية تطبيقها عمليا.


الواقع شيء والنظريات شيء آخر وخاصة مع التغيرات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها عالمنا والتى عصفت بمفاهيم متوارثة فى إطار عالم جديد يعاد تشكيله يقوم على أساس المصالح بغض النظر عن القيم والمبادئ والتى استقرت لعشرات أو مئات السنين.


البعض ينتقد إنشاء عاصمة جديدة والبعض الآخر ينتقد التوسعات بقناة السويس وإنشاء مدينة العلمين الجديدة ووصل النقد إلى شبكة الطرق المتطورة والتى تكاد تمسك الآن بكل أطراف مصر.


البعض ينتقد كثرة الديون وتزايد الأعباء التى تتحملها الدولة من سداد الأقساط والفوائد.


هذا النقد يكون مقبولا إذا تم دعمه بحقائق وواقع ورؤية مستقبلية وليس مجرد انتقاد أجوف تنقصه المعرفة الحقيقية بأوضاع مصر وتشابك العلاقات الإقليمية والدولية ووجود حاجة ملحة لرؤية أوسع وأعمق لا تتوافر مقوماتها إلا لمتخذ القرار بما فيها معلومات وأسرار لا تتاح معرفتها لكل الناس.


قد يعتقد البعض انه لم تكن هناك اهمية لعاصمة جديدة أو قناة جديدة بسبب ارتفاع التكلفة وتناسوا أن إعادة بناء مصر لابد أن تتم بمفهوم مستقبلى يعى كل احتياجات المستقبل ويتناسب مع مطالب المستثمرين والتى لم يعد يعنيها الربح فقط ولكن يعنيها أيضا المناخ العام ووجود بنية أساسية وفقا لروح عصر التكنولوجيا الحديثة التى أصبحت أساساً لكل شيء.


العالم يتغير من حولنا وأى محاولات للتطوير والإصلاح داخل القاهرة القديمة سوف تضيع هباء بعد أن امتد القبح لكل شيء فيها واصبح بناء عاصمة جديدة ضرورة وليس ترفا.


نفس الأمر فيما يتعلق بقناة السويس لتواكب حركة متوقعة وفى إطار منظور شامل لتطوير المنطقة كلها. وبالنسبة لديون مصر فإنها تحولت إلى أصول تزيد قيمتها عن ثلاثة أضعاف القروض التى تمت بها. أن الاولويات لا توضع حسب الأهواء أو الرغبات أو المصالح الضيقة. ليتنا نتوقف قليلا عن الافتاء ومعرفة كل شيء ومبدأ خالف تعرف الذى يمكن أن يأخذنا للهاوية!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة