علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


فضفضة

قنبلة الإستروكس

علاء عبدالهادي

الخميس، 29 أغسطس 2019 - 09:17 م

عاد الأستروكس ليضرب من جديد.. قبل عام تقريبا كتبت فى ذات المكان عن ظاهرة انتشار المشردين فى حى الدقى، تحت الكبارى، وفى مداخل مترو الأنفاق المغلقة، وخلف كبائن الكهرباء، وأحيانا كثيرة فى مداخل العمارات، القضية ليست فى أنهم مشردون وفقط، مع أهمية ذلك، القضية أنهم من متعاطى «الإستروكس»، هذا المخدر التخليقى الجديد اللعين الذى ضرب فى قاع المجتمع المصرى، وبسببه يتحول الإنسان، إلى حيوان أعزكم الله، فاقدا للوعى والإدراك، فتجده غير واع لمن حوله، يتبول ويتغوط على نفسه فى أى مكان وأمام أى أحد، هؤلاء الذين يتعاطون الإستروكس يتحركون أسرابا، نعم أسرابا، فتجدهم حفاة، ويكادوا أن يكونوا عراة لا يسترهم إلا أقل القليل، ينامون كالأموات فى أى مكان، غير واعين لمن حولهم، منهم من لم يغادر بعد سنين الطفولة، ومنهم من هو كبير، عندما كتبت أول مرة وتناولت الفضائيات ما كتبت، تحركت الأجهزة الأمنية، وتواصلت من جانبى مع عدة جمعيات أهلية خاصة بالعمل الاجتماعى التطوعى، ولكنهم رفضوا التعاون لأنهم اعتبروا هؤلاء ليسوا مشردين، وفقط ولكنهم من متعاطى المخدرات التخليقية، لذلك فهم خطر ورفضت وزارة التضامن تقديم خدمة حقيقية، ولأسباب غير واضحة اختفت أسراب هؤلاء المشردين لعدة شهور، ثم عادة للظهور بكثافة أكبر، وكأنهم جراد منتشر يهدد الأخضر واليابس، فكيف نأمن على بناتنا ونسائنا وأطفالنا وحتى على أنفسنا من هؤلاء الذين يتحركون بين ظهرانينا ؟ ومن وراء تفشى وباء الإستروكس فى شوارعنا ؟ من التاجر ومن الموزع ؟ ومن وراء عودة ظهور هؤلاء وانتشارهم فى الشوارع بهذه الصورة التى لا تحفظ آدميتهم، وتنال من مظهر الدولة.. إن مواجهة خطر الأستروكس يحتاج منا إلى تعاون أمنى لمحاصرة وتجفيف منابع هذا الوباء، والى اقتلاع لشبكات ترويجه، وإذا كان هناك قصور تشريعى فى محاصرة الظاهرة، وغيرها، فليكن فى أول انعقاد تشريعى، أما دور المجتمع المدنى فهو لا يقل أهمية وربما يتجاوز دور الدولة، ولا أعرف هل هناك جمعيات لإعادة تأهيل هؤلاء، وهل يتعافون من الإدمان أم أنهم بلا أمل فى العلاج؟
لا يليق بمصر الناهضة أن يكون فيها هذا المظهر الشائن فى شارعها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة