الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


عمرو الخياط يكتب| العدالة الاجتماعية في وزارة الداخلية

عمرو الخياط

الجمعة، 30 أغسطس 2019 - 09:11 م

هناك في مدينة النصر بالعاشر من رمضان يضاف انتصار جديد ،« مركز تأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة » لدولة ٣٠ يونيو، تحت عنوان الأسطورة داخل التفاصيل، الحكاية بدأت بالتكليف الرئاسي، السيسي يمارس تصديا معلنا للمسئوليات الاجتماعية كانت قد رفعت من قبل كشعارات لحركة جماهيرية هادرة، هدأت الحركة وانصرفت الجماهير لكن المطالب لم تسقط بالانصراف ظلت محمولة على قواعد المسئولية الرسمية، الرجل يضع نفسه في مواجهة معلنة مع متتالية مستدامة للمسئوليات تصبح التزاما قوميا ما أن يعلنها
يصبح ملزما بها لا يتحول عن قبلتها قبل إتمامها.
الشعارات متاحة للجميع لكن إنجاز الواقع يظل معلقا في أعناق الرجال بلا تقادم.
التكليف الرئاسي صدر لوزارة الداخلية، حيث يعيد السيسي هنا اكتشاف دور اجتماعي جديد لوزارة الداخلية من خلال اتصال جماهيري تمارسه الوزارة بالعطاء المباشر.
السيسي يدير عملية تاريخية لنقل ملكية المؤسسات القوية والعميقة من النظام إلى المواطن تحت شعار جديد ليس بل « الشرطة في خدمة الشعب » جزئيا بعنوان .« الدولة في خدمة الشعب » عام بعنوان بدورها تلقت الوزارة التكليف لتبدأ على الفور في إنجاز انتصر على الزمن حيث تحولت الفكرة إلى صرح مشيد في أقل من ثلاثة شهور، قدمت الوزارة خلالها
نموذجا لإرادة الإنجاز الوطني، لتنتصر إرادة الإخلاص الوطنية على الزمن كما لو كان قد توقف بفعل آلة الدولة السحرية التي أدارتها العزيمة الوطنية والرغبة الجارفة في العطاء.
الإنجاز ارتكز على قاعدة التكليف الرئاسي بمستهدفاتها التالية:
تمكين ذوى الاحتياجات من الاندماج المجتمعي     
اكتشاف مواهبهم ورعايتها
توفير الخدمات التدريبية والتأهيلية
تمكينهم من المشاركة المجتمعية الفاعلة عقب الاندماج
التحول العملي لتكافؤ الفرص وانعدام التمييز.
عملية التأهيل هنا تعيد الإنتاج المجتمعي لذوى الاحتياجات لتثبت لهم وللمجتمع أنهم عنصر فاعل ومؤثر لن يؤدى تهميشهم أو تجاهلهم إلا إلى إفقار المجتمع لمكونات تنوعه.
على مدار سنوات كانت الدولة تُمارس التذكر الموسمي لذوى الاحتياجات فحولتهم إلى ذوى استجداءات فأصبح المجتمع ينظر إليهم نظرة شفقة دونية ولو لم تحمل نوايا سيئة.
في دولة ٣٠ يونيو ليس هناك مكان للشفقة أو الإحسان بل التزام دستوري محدد، حيث أصبحت الدولة تؤدى إشباعات لتلك الاحتياجات من منظور ملزم دستوريا ومؤسسياً.
عموم التكليف يشمل منحة رئاسية مزدوجة حيث يمنح ذوى الاحتياجات فرصة لإيجاد مكان يديرون فيه ذاتهم ويعيدون اكتشافها من خلال مؤسسة ترعاها الدولة، في الوقت الذي تمنح فيه الداخلية فرصة لممارسة دورها الإنساني وتحمل مسئولية اجتماعية تضيف من خلالها قيمة لضباطها وأفرادها لإدراك أبعاد إنسانية العمل الأمني باعتباره خدمة جليلة تقدم للمواطن، هنا يحدث التكليف بناء جديدا لثقافة أمنية إنسانية.
في الوقت الذي كانت فيه الوزارة قد أتمت تفاصيل التكليف الصادر لم تلبث الحالة أن استمرت في إطارها المؤسسي ليبدأ التنسيق المباشر بين المؤسسات فتتسلم وزارة التربية والتعليم مسئوليات الإدارة، لتكتمل المنظومة بالمبنى والمعنى.
تحت مسمى مركز التأهيل لذوى الاحتياجات تُمارس الدولة إعادة تأهيل لمصداقيتها أمام المواطن. 
في دولة ٣٠ يونيو لم يعد هناك مكان لاستجداء الحقوق، لم يعد هناك مكان لتجاهل الاستحقاقات. في دولة ٣٠ يونيو لم تعد الشعارات قابلة للنسيان أو التناسي أو للاستهلاك المحلى بعد أن تحولت إلى نصوص دستورية توثق العقد الاجتماعي الملزم.
ذوو الاحتياجات الخاصة تحولت حقوقهم إلى نصوص دستورية عامة تضمن اندماجهم في وطنهم بقدر ما تضمن اندماج هذا الوطن في ضمائرهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة