«الصوب الزراعية».. تزرع الأمل وتهزم البطالة ببني سويف والمنيا
«الصوب الزراعية».. تزرع الأمل وتهزم البطالة ببني سويف والمنيا


«الصوب الزراعية».. تزرع الأمل وتهزم البطالة ببني سويف والمنيا

حمدي علي

السبت، 31 أغسطس 2019 - 03:46 ص

أصبحت محافظة بني سويف قبلة للمستثمرين من كل أنحاء العالم لكونها تزخر بمقومات عديدة أهمها الموقع وشبكة الطرق التي تربطها بمختلف محافظات مصر مما جعلها تنافس أكبر المناطق الاستثمارية في العالم وتتفوق عليها في جذب المستثمرين والشركات العالمية. 

الإنجازات التي شهدتها بني سويف جاءت في أعقاب تولي الرئيس السيسى رئاسة الجمهورية وتقديمه الوعود بسرعة تنمية صعيد مصر، وهو ما بدأ بالفعل على أرض الواقع حيث بدأت المحافظة تشهد العديد من المشروعات القومية التي وضعتها على خريطة التنمية، وعلى رأس تلك المشروعات مشروع الزراعات المحمية «الصوب الزراعية» والذي يقام على مساحة ٦٢ ألف فدان ليوفر فرص عمل للشباب، ويضع بني سويف على خريطة الاستثمار الزراعي. 

«أخبار اليوم» زارت موقع المشروع والذي بمجرد أن تطأ قدمك أرضه تشعر أنك بداخل خلية نحل تعج بالمعدات الثقيلة التي تعمل على قدم وساق منذ الصباح الباكر وحتى غروب الشمس ويبذل قائدوها الجهد والعرق على مدار الساعة دون كلل أو ملل أو شكوى لتسوية أرض المشروع والتي يبلغ ارتفاع الرمال فيها إلى أكثر من ٧٠ مترا.

مشروع الزراعات المحمية الجاري تنفيذه على أرض محافظة بني سويف يعتبر هدية جديدة للصعيد من الرئيس عبد الفتاح السيسي خاصة لمحافظتي بني سويف والمنيا، حيث سيغير المشروع حياة المواطنين إلى الأفضل وهذا المشروع القومي يعد لتوجيهات تطبيقا فعليا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوجيه بوصلة التنمية نحو صعيد مصر ويتسق مع رؤية مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة والشاملة. 

مشروع الصوبات الزراعية يقام على مساحة ٦٢ ألف فدان من بينها ٥١ ألف فدان فى نطاق المحافظة بالظهير الصحراوي الشرقي لمركزي ببا والفشن جنوب المحافظة، و١١ ألف فدان في محافظة المنيا بتكلفة تقديرية ٦ مليارات جنيه ويوفر أكثر من ٢٥٠ ألف فرصة عمل.

منطقة المشروع ستكون مركزًا زراعيا وصناعيًا حيث سيتم إقامة منطقة تصنيع متكاملة ومنطقة لوجيستية وذلك يحقق أعلى سلسلة للقيمة المضافة للزراعات المحمية بالمنطقة، ويوفر المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة خلال مراحل تنفيذه وهو ما يعد نقلة نوعية في مجال القضاء على البطالة في محافظتي بني سويف والمنيا.

لم يكن الكثيرون يتوقعون أن يخرج هذا المشروع العملاق لحيز التنفيذ بهذه السرعة وبمجرد عرض المشروع على الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حضوره افتتاح المشروع القومي للصوبات الزراعية بمدينة العاشر من رمضان، على الفور كلف الرئيس وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للزراعات المحمية بدراسة المقترح. 

وبعدها توالت الزيارات واللجان على المنطقة للوقوف على إمكانية تنفيذ المشروع من خلال الدراسات المائية ودراسة التربة، واختيار الموقع المناسب لتنفيذ المشروع، وتم عمل الرفع المساحي ودراسة التربة لتحديد أنواع الزراعات الملائمة بالمنطقة، وتسليم مأخذ مياه المشروع بمنطقة بني عقبة بمركز ببا، وجرى البدء في الأعمال بالموقع ومسار خط المياه، وقد بدأ اسطول من المعدات «التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة» يصل إلى ١٠٠٠ معدة بتسوية الأرض، وسيتم تسليم المساحات التي تم تسويتها أولا بأول للبدء بالتوازي في المراحل الأخرى للمشروع.

خبراء: يضع مصر على الخريطة العالمية للتصدير

أكد المهندس عمر حسن وكيل وزارة الزراعة بمحافظة بني سويف، أن مشروع الصوب الزراعية يمثل انجازا تاريخيا بكل المقاييس لأن إنتاجية الصوب يزيد من ٥ إلى ٦ أضعاف على إنتاج الزراعة التقليدية، فضلا عن أنه مؤهل للتصدير العالمي ويوفر عملات صعبة للاقتصاد المحلي، مما سيساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي المحلي ووضع مصر على الخريطة العالمية للتصدير الزراعي وكذلك التصنيع الغذائي مما يحدث نقلة نوعية وعصرا جديدا في مجال التنمية الزراعية بالمحافظة ويوفر الآلاف من فرص العمل للشباب. 

وتشير الدكتورة فاطمة حسن نائب رئيس جامعة بني سويف ووكيل الزراعة سابقا، إلى أن مشروع الصوب الزراعية يعمل على تعظيم المردود الاقتصادي من خلال زيادة الإنتاج من المحاصيل الزراعية والاختصار في وحدة المساحة المستغلة للزراعة وتوفير كميات المياه المستخدمة في الزراعة، حيث تستهلك الزراعات المحمية من ٦٠٪ إلى ٧٠٪ من كميات المياه التي تستهلكها الزراعات التقليدية المكشوفة.

وأضافت أن المشروع يحقق مفهوم الجودة الفائقة للمنتجات الزراعية الخالية من الملوثات الطازجة محليا، بجانب إنشاء وحدات للتصنيع الزراعي والغذائي كقيمة مضافة للمحصول مما يساهم في تقليل الفاقد من المحصول.

عمال المشروع: فخورون بالعمل في هذه الملحمة

وأعرب العمال المشاركون في مشروع الصوب الزراعية بمحافظتي بني سويف والمنيا، عن سعادتهم بالعمل في المشروع القومي، مؤكدين أن العمل في المشروع يتواصل ليل نهار في أجواء من الحماسة الشديدة .

يقول محمد سعد (سائق): "بنسابق الزمن علشان نعمل حاجة كويسة للبلد رغم الصعاب التي نواجهها من قلة توافر المياه وارتفاع درجة الحرارة نهارا وصعوبة العمل، ولكن ذلك لن يوقفنا عن مواصلة ما بدأناه، وسننسى كل ذلك بمجرد افتتاح المشروع".

ويضيف أحمد إبراهيم «مشرف عمل»، أنه سعيد بالعمل في المشروع الذي يعتبره مشاركة في عمل وطني، ويرى أنه يساهم في مشروع قومي يوفر فرص عمل لأبناء الصعيد، مشيرًا إلى أنه يحكي عن العمل بالمشروع لكل المقربين منه والمحيطين به، وهو يجد روح عمل متكافئة فيشعر بالحماسة للعمل عندما يجد المنظومة متكاملة ويرى المسئولين يقفون في موقع العمل قبل العمال أنفسهم.

ويتابع أحمد عبدالرحمن «سائق لودر»: «أعمل لمدة ٨ ساعات يوميا فالعمل مقسم الى ٣ ورديات»، لافتا إلى المعاناة التي لاقوها في بداية العمل والحفر لأعماق كبيرة في الصخور والرمال لتجهيز مأخذ المياه للمشروع.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة