صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


بعد عدة مراوغات إيرانية.. واشنطن تحسم الجدل بشأن «أدريان داريا ١» وتفضح تركيا

صابر سعد

السبت، 31 أغسطس 2019 - 09:53 ص

 
بعد أن احتدم الجدل بشأن وجهة ناقلة النفط الإيرانية «أدريان داريا1»، حسمت واشنطن الأمر وكشفت عن وجهة السفينة، لتسقط الورقة التي حاولت بها أنقرة مواراة عورتها.

 فخلال الساعات المنصرمة؛ روجت تركيا لمعلومات مغلوطة للتغطية عن الوجهة الحقيقة للسفينة الإيرانية؛ فوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أضاف مزيدا من الالتباس بقوله إن السفينة متوجهة إلى لبنان، ثم عادت بيروت ونفت ذلك، ليثبت عدم صحة المعلومات التركية وفق ما صرحت به الخارجية الأمريكية التي كشفت عن أن السفينة متجهة إلى سوريا، وليس إلى لبنان أو ميناء اسكندرون بتركيا.


«أدريان داريا1» في طريقها لطرطوس
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، السبت 31 أغسطس، إن واشنطن لديها معلومات مؤكدة تفيد بأن الناقلة الإيرانية اتجهت إلى طرطوس في سوريا، مبديا أمله أن تغير مسارها. 

 واعترف «بومبيو»، في تغريدة له على «تويتر» بأن الثقة في نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي أكد لبريطانيا أن الناقلة لن تبحر إلى سوريا، كان خطأ جسيما.

وخلال الأعوام الماضية تم استخدام مينائي بيروت وطرابلس، لنقل الشحنات المتجهة لسوريا خلال الصراع السوري.


واشنطن تدرج ناقلة النفط على قائمتها السوداء 

وفي سياق متصل، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية الناقلة، اليوم السبت، على قائمتها السوداء، وفرضت عقوبات على ربانها.

 وقالت وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية، سيجال ماندلكر، إن سفنا مثل «أدريان داريا1» تمكن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، من شحن ونقل كميات كبيرة من النفط، الذي يحاول إخفاءه وبيعه بصورة غير مشروعة لتمويل أنشطة النظام ونشر الإرهاب، محذرة أي شخص يقدم الدعم لـ«أدريان داريا1» بأنه قد تطاله العقوبات.


مراوغات إيرانية

قالت الإدارة الأميركية، إن الناقلة «أدريان داريا1» تحمل 2.1 مليون برميل من النفط الخام الإيراني الذي يستفيد منه بنهاية المطاف فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ومع زيادة الضغط على إيران، نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، عن متحدث باسم الحكومة قوله، إن طهران باعت النفط الذي تحمله الناقلة، وإن مالكها سيقرر وجهتها التالية، ولم يحدد المتحدث هوية المشتري.

وخلال الساعات الماضية، غيرت السفينة الإيرانية، التي كانت تحمل نفطا خاما إيرانيا بقيمة نحو 130 مليون دولار، وجهتها أكثر من مرة، لينتهي الجدل بتأكيد أمريكا أن السفينة في طريقها لسوريا.

فبعد إطلاق سلطات جبل طارق للناقلة، قالت إن وجهتها هي ميناء كالاماتا اليوناني ثم غيرتها إلى ميناء ميرسين التركي، وأول أمس الخميس غيرت الناقلة مسارها فجأة متجهة للغرب أولا، ثم صوب الجنوب مبتعدة عن الساحل التركي.

 وأثناء وجودها في منطقة إلى الغرب من قبرص صباح أمس الجمعة، قامت السفينة بتغيير مسارها مرة أخرى، وبدلت ناقلة النفط الإيرانية مكانها حيث بدا أنها تتجه إلى ميناء الإسكندرونة -على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة- قبل أن يعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أنها في طريقها إلى لبنان، وليس إلى تركيا، وهو ما نفته السلطات اللبنانية التي قالت إنها لم تتلق بلاغا رسميا بشأن رسو الناقلة الإيرانية، لينتهي بها المطاف إلى سوريا بحسب الخارجية الأمريكية.

ما قصة السفينة الإيرانية؟

احتلت الناقلة مركز الصدارة مؤخرا وسط أزمة تعصف بالخليج العربي، وتصاعد التوترات بين واشنطن وطهران بعد أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 مع القوى العالمية قبل أكثر من عام، وأدى احتجاز السفينة وإطلاق سراحها فيما بعد من قبل جبل طارق إلى زيادة التوتر.

فقد احتجزت قوات مشاة البحرية البريطانية، الناقلة «أدريان داريا1» -التي كانت تسمى بالسابق باسم «جريس1 »- في الرابع من يوليو الماضي قبالة جبل طارق في البحر المتوسط، وفي 18 أغسطس سُمح للناقلة بالإبحار على الرغم من تدخل الولايات المتحدة لمنع ذلك، وقالت سلطات جبل طارق إن طهران تعهدت بعدم إرسال براميل النفط تلك إلى سوريا، لتنتهي وقتها أزمة دامت لخمسة أسابيع بين بريطانيا وإيران.

ومنذ ذلك الحين، لا تزال الناقلة موجودة في البحر المتوسط من دون أن يكون ممكنا تحديد وجهتها أو مصير شحنتها، على الرغم من أن إيران قالت الإثنين الماضي إنها باعت النفط الموجود على متنها، فيما لم تعرف هوية المشتري الذي سيقرر الوجهة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة