محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

تزوير الكتب

محمد بركات

السبت، 31 أغسطس 2019 - 06:29 م

 

القضية التى تناولتها جريدة «الشروق» فى عددها الصادر بالأمس، حول جرائم التزوير وانتهاك الملكية الفكرية وحقوق النشر، التى تشهدها عملية طباعة ونشر الكتب هذه الأيام ومنذ فترة ليست بالقصيرة، تحمل فى طياتها دلائل خطيرة تستوجب الاهتمام والمتابعة، فى ظل ما أعلنه رئيس الاتحاد المصرى للناشرين، الصديق الناشر سعيد عبده، عن ضبط أكبر عملية لتزوير الكتب شهدها العالم العربى .
وفى ذلك نلفت الانتباه الى صحة القول بأن الناشر الرسمى والقانونى للكتب، يتحمل تكاليف كثيرة ومتعددة لا يتحملها من يقوم بالطباعة والنشر خارج إطار القوانين المنظمة لعملية صناعة النشر وذلك بالتزوير .
ولكن ذلك يجب ألا يعفينا من الاعتراف، بأن ارتفاع أسعار الكتب على تنوعها فى جميع فروع المعرفة والثقافة، هو أحد الأسباب الدافعة والمحفزة للمزور، كى يقوم بالتزوير، وذلك نظرا لبريق العائد المادى الكبير، الذى يطمع فى الحصول عليه،من وراء إقدامه على عملية تزوير وطبع وتوزيع الكتب خارج المنظومة الرسمية والقانونية لها .
وفى تقديرى أن على الناشرين إدراك هذه الحقيقة القائمة على أرض الواقع، والاعتراف بأن الارتفاع الكبير الذى طرأ مؤخرا على أسعار الكتب، وبالتحديد  خلال الخمسة عشر عاما الماضية فى مصر وغيرها من  الأقطار العربية،كان ولا يزال من أكبر العوامل المؤثرة فى زيادة وتفشى موجات السرقة فى طباعة ونشر الكتب عن طريق التزوير.
وأحسب أن مقاومة والحد من عمليات السرقة والتزوير هذه، تتطلب إجراءات عاجلة منها على سبيل المثال وليس الحصر، زيادة الرقابة الفاعلة على دور الطباعة والنشر، ومراقبة وسائل وطرق تهريب الكتب والمطبوعات المزورة للخارج، مع تغليظ العقوبة على المزورين بحيث تكون رادعة .
لكن .. لابد أن يسير مع ذلك، قيام الناشرين باتخاذ خطوات ايجابية لخفض أسعار الكتب خفضا ملموسا، وذلك بالتوسع  الفعلى فى الطبعات الشعبية قليلة التكاليف ورخيصة الأسعار، وذلك لغلق الباب أمام المزورين الذين يستغلون ارتفاع أسعار الكتب لتزويرها وبيعها بأسعار معتدلة .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة