المتهمة منى
المتهمة منى


أستاذة الكيف| ليلة سقوط المعلمة منى

د.محمد كمال

الأحد، 01 سبتمبر 2019 - 05:40 م

المتهمة منى: أسرتي السبب وغير نادمة على تجارة المخدرات

خطة محكمة لمباحث الجيزة أوقعت بالمتهمة

خطأ بسيط ارتكبته المتهمة كشف عن تجارتها المحرمة

 

عقب سقوطها في قبضة رجال مباحث الجيزة، لم تبك ولم تظهر أي مقاومة تذكر، امرأة حادة الملامح، قوية الشكيمة، تبدو على قسمات وجهها نظرات التحدي، تتمتع بالقوة والشجاعة، أسمها من واقع السجلات الرسمية «منى» أما في عالم المخدرات فكان لقبها «أستاذة الكيف».

 

 

فتش عن التفكك الأسري

برعت في عالم المخدرات، لم تبخل على نفسها بأي شيء فقد حصلت على دورات تدريبية من الأيام لكي تتعلم القسوة والقلب الميت، عمرها 40 سنة، إلا أن ملامحها تؤكد أن خبراتها في الحياة تفوق عمرها الحقيقي بالكثير.

◄ مارست نشاطها الإجرامي بكل حرية، أحاطت نفسها بالعديد من الاحتياطات اللازمة، غلفت حياتها بالسرية والكتمان، رسمت لنفسها طريق وقررت عدم مغادرته مرة أخرى، سنوات الفقر والحرمان التي عاشتها جعلت منها وحش كاسر لدية الرغبة في تحطيم كل من حوله من أجل الوصول للمال، إنها أشهر تاجرة مخدرات بالجيزة، كانت تعمل في هدوء دون أن يلاحظ أي شخص عليها أي شئ، ارتكبت خطأ فادح أوقع بها في قبضة رجال المباحث.

 

طريق اللاعودة

نشأت منى، وترعرعت في بيئة اكتملت فيها جميع أركان الانحلال الأسري، أب لا يعرفون عنه سوى اسمه فقط، وأم لا حول لها ولا قوة، حتى كبرت وسلكت نفس النهج تذهب وتعود في أي وقت شاءت دون أن تجد من يردعها أو يوجهها إلى الطريق المستقيم، مرت الأيام عليها كئيبة، حزينة، حتى وصلت إلى مرحلة الشباب كثيرًا ما راودها البعض عن نفسها مقابل مبلغ من المال، والبعض الأخر عرض عليها توزيع المخدرات مقابل مبلغ من المال، فجأة وبلا مقدمات وجدت نفسها بمفردها في مهب الريح، كان أمامها خيارين لا ثالث لهما، إما الابتعاد عن طريق الغواية تمامًا والنجاة بنفسها من النهاية الحزينة، أو اختيار نهج مختلف تمامًا يكفل لها حياة مختلفة غير التي عاشتها في منزل أسرتها، الأمر بالنسبة لها لم يكن بالصعوبة المتوقعة، حسمت قرارها تمامًا بالعمل في توزيع المخدرات التي تكفل لها تحقيق الربح السريع.


عالم المخدرات

كان دورها في البداية يقتصر على كونها مجرد وسيط أو «دليفري مخدرات» فقط لا غير، بمرور الوقت أتقنت المهنة تمامًا بل وتفوقت على أقرانها من الموزعين وصغار التجار، قررت العمل بمفردها لكن بشكل مختلف تمامًا، استأجرت منزلًا ليكون نقطة انطلاقها نحو عالم البيزنس والكبار، استمرت في تجارتها وأطلق عليها الزبائن أسم الأستاذة، فهي جريئة، وذكية، وتتمتع بالمهارة والدهاء الذي حماها وجعلها بعيدة عيون رجال المباحث لفترة ليست بالقصيرة. 


غلطة أستاذة الكيف

احترفت تجارة البانجو والحشيش نظرًا لسرعة بيعة ودخلة الكبير المتوقع، لكن لكل جواد كبوة وغلطة الشاطر بألف، كان المفروض أن يقوم أحد العاملين لديها بتسليم البضاعة إلى أحد الزبائن لكنه لسبب أو لأخر تأخر بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي دفعها دون تردد إلى اتخاذ قرار بتسليم البضاعة بنفسها حرصًا على علاقتها بالزبون المهم بالنسبة لها، هكذا سارت الأمور بشكل غير طبيعي، استقبلت في منزلها شحنة من المخدرات على غير العادة، كان كل هدفها هو الحفاظ على سمعتها في «سوق الكيف»، غيرت وقت التسليم وأصبح مكان التسليم هو بيتها، كانت تظن أنها مجرد عملية تسليم وتسلم مثلها مثل غيرها ولن يحدث شيء، لم تكن تعلم أن هناك عيون تراقبها بمنتهى الدقة والحذر وتنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليها متلبسه. 


تربص ومراقبة

على الجانب الأخر تلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من رئيس وضباط وحدة مباحث مركز شرطة الصف، يفيد قيام منى، 40 سنة، ربة منزل، ومقيمة بدائرة المركز بمزاولة نشاطاً إجراميا في الاتجار بالمواد المخدرة متخذة من منطقة سكنها مسرحاً لترويجها. 


ذاع صيت الأستاذة بشكل كبير، لكن لا يوجد أي دليل واحد يؤكد أو ينفي صحة المعلومات والأخبار المتناثرة حولها، لذا تم وضعها تحت المراقبة الدقيقة دون أن تشعر، حتى جاءت اللحظة المناسبة للقبض عليها عقب تلقيها شحنة من المخدرات استعدادًا لبيعها وترويجها لزبائن الكيف، تم وضع خطة أمنية محكمة لمداهمة منزل المتهمة، ارتكزت الخطة على إغلاق كافة المنافذ والمخارج التي من الممكن أن تستغلها المتهمة في الهرب، تم نشر الأكمنة على الريق المؤدي لمنزلها وفي الوقت المحدد سلفًا قام رجال مباحث الجيزة بمداهمة منزلها والقبض عليها، وبحوزتها 3 لفافات كبيرة الحجم تحوي نبات البانجو المخدر وزنت حوالي 7 كيلو و500 جرام، وأجهزة هاتف محمول ومبلغ من المال، وبمواجهتها اعترفت بحيازتها للمواد المخدرة بقصد الاتجار.


الأستاذة تعترف

اعترفت المتهمة أمام النيابة إنها تحصل على بضاعتها من تجار الجملة التي تتعاون معهم في الحصول على البانجو والحشيش وإنها تقوم ببيعه لزبائنها التي يترددون على منزلها من المنطقة أو من الأحياء الأخرى المجاورة لها، وأضافت في اعترافاتها أنها متخصصة في تجارة البانجو والحشيش لسهولة تصريفهما، لما لهما من إقبال من أصحاب المزاج، كما أنها تستخدم الهواتف المحمولة في الاتصال بعملائها وتحديد موعد الحضور للحصول على البضاعة.

 

أنهت «منى»، اعترافاتها كاملة وقدمت شريط حياتها بكل تفاصيله وروت كيف تحولت حياتها إلى جحيم منذ أن تفتحت عينيها على الدنيا إلى أن سقطت في قبضة رجال مباحث الجيزة، ومع انتهاء كلماتها تم اقتيادها إلى محبسها لتعود والدموع تملئ عينيها، بعدما أمرت نيابة الجيزة بحبسها 15 يوم على ذمة التحقيقات الجارية. 

ماذا سيحدث لأستاذة الكيف «منى» سؤال ربما تجيب عنه الأيام المقبلة؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة