وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

الإعلام.. والمشهد المنتظر

وليد عبدالعزيز

الأحد، 01 سبتمبر 2019 - 08:00 م

حالة من الارتباك تصحبها تسونامى شائعات تسيطر على الوسط الإعلامى منذ حوالى عام تقريبا.. وبطبيعة الحال الإعلان عن تغييرات الهيئات ورؤساء التحرير ومجالس الإدارات.. لا يمر يوم واحد إلا ونسمع شائعة جديدة مضمونها أن فلان ماشى رايح الحتة الفلانية.. وفلان ده مسنود.. وفلان نجمه عالى.. ولا أحد يعرف الحقيقة ولا أسباب تأخر التغييرات إن كانت هناك تغييرات.. المتابع للمشهد الإعلامى جيدا سيكتشف بكل سهولة أن هناك تغييرات حقيقية ظهرت بالفعل فى بعض الأركان ومنها اختفاء بعض الإعلاميين من المشهد تماما وظهور إعلاميين كانوا قد اختفوا وأيضا تغيير بعض الإعلاميين لأسلوب ومضمون تقديم البرامج مع استمرار التنقل من محطة إلى أخرى.. الهدف من إعادة ترتيب البيت الإعلامى سواء فى المحطات أو الصحف وخلافه ليس تنقل الأشخاص من منصة إلى أخرى.. الهدف هو تغيير الرسالة الإعلامية بكل ما تحتويه من مضمون وفكر ورؤية تتماشى والمرحلة التى نعيشها.. ستجد ملايين المصريين ابتعدوا عن مشاهدة الفضائيات وأصبح الشغل الشاغل للشباب والكبار هو متابعة الدورى الأوربى وتحديدا فريق ليفربول بسبب النجم محمد صلاح.. وستجد أيضا أن أخبار السوشيال ميديا أصبحت تفتقد جزءا كبيرا من المصداقية لأنها بدأت تعتمد على عناوين الإثارة الفارغة تماما من المضمون.. وستجد الجلسات الخاصة داخل  الصحف وتحديدا الصحف القومية لا صوت فيها يعلو فوق صوت الشائعات التى يبثها كل يوم فشلة مكانهم الحقيقى هو المقاهى.. هذه الحالة المستمرة منذ عدة أشهر قد تجعل القائمين على هذه المؤسسات يفقدون جزءا من السيطرة على الأمور لأن البعض أصبح ينظر إليهم وكأنهم من الماضى وأن التغييرات الصحفية حتما ستشملهم ولذلك قد نجد أنفسنا نعمل فى مؤسسات باليومية انتظاراً لما ستسفر عنه التغييرات الصحفية وأيضا تغيير الخريطة الإعلامية سواء فى الأشخاص أو مضمون ما يجب أن يتم تقديمه للقارئ.. قد يكون الانتظار مفيدا لإعادة تقييم الجميع.. وقد يكون لقلة المعروض من الكفاءات وإن كنت أشك فى ذلك.. ولكن الحقيقة الوحيدة التى أعرفها أنا وغيرى ونرددها أن التأخير فى إعادة هيكلة المشهد بدون مبررات منطقية قد يضر بالمنظومة.. السنوات الماضية كانت كفيلة بمعرفة حقيقة كل شخص ورصدت ما قدمه من أعمال سواء كانت ناجحة أو منقوصة.. وأعتقد أن الجهات المسئولة عن تقييم الأوضاع المهنية وخلافه نجحت فى رصد وتقييم الواقع.. الوضع فى هذه المرحلة يتطلب السرعة فى اتخاذ القرار.. على فكرة.. الإعلام فى مصر فقد جزءا كبيرا من التأثير بعد أن أصبحت البرامج لا تختلف عن بعضها البعض إلا فى شكل وأسلوب مقدم البرنامج.. والصحافة القومية أصبحت تعانى من قلة الموارد بعد أن تكدست المؤسسات بكوادر بشرية زائدة عن حاجة العمل وتراجعت البنية التحتية لأن الدخل بجانب دعم الدولة يكاد يكفى سد الاحتياجات وأصبح لا يوجد فائض لإعادة تأهيل البنية الأساسية للمؤسسات.. لو كان التغيير هو الأمل فعلينا أن نسارع فى اتخاذ القرار.. ولو كان الوضع الحالى هو الأفضل أتمنى أن يخرج علينا أى مسئول ليؤكد أن المرحلة الحالية مستمرة ولا توجد تغييرات فى المشهد ليعود الاستقرار إلى المؤسسات وإن كنت أرى أن التغيير هو سنة الحياة بشرط أن يكون للأفضل وبعيدا عن المجاملات .. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة