محمد سعد
محمد سعد


أمنية..

محمد سعد يكتب: وسكت صراخ إسراء

محمد سعد

الأحد، 01 سبتمبر 2019 - 08:42 م

يقول الله تعالى فى سورة المائدة «لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين» (28).


هكذا كان رد الرجل الصالح، الذى تقبل الله قربانه لتقواه حين توعده أخاه بالقتل على غير ذنب منه، أى أنه لا يقابل صنيع أخيه الفاسد بمثله، ربما كانت هذه القصة منذ آلاف السنين ورغم أنها ذكرت فى كتاب الله ضمن كثير من الآيات التى حرمت قتل النفس، إلا أننا اليوم نرى نفس المثال يتكرر عشرات المرات يوميا فى شتى أرجاء المعمورة.


آخر هذه القصص البشعة التى وقعت فى مدينة بيت لحم بفلسطين لفتاة تدعى إسراء غريب لم تتجاوز 21 عاما، قتلها أشقاؤها لمجرد أنها خرجت بصحبة خطيبها وشقيقته وبعلم والدتها، ولكن يبدو أن ابنة عمها لم يعجبها الحال واشتعلت بداخلها نار الغيرة فحرضت أشقاء الفتاة ضدها.


ما كان من الشباب اليافع ذى النخوة والفحولة إلا أن توجهوا لمقر عمل شقيقتهم فى صالون تجميل ببلدة بيت ساحور وأوسعوها ضربا وركلا على مرأى ومسمع من المارة بدعوى أنها تلطخ شرف العائلة، ولم يشفع لها صراخها الذى تقشعر له الأبدان ويفزع الأنفس، لم يحرك شعرة لدى أشقائها، الذين لم تكف أيديهم عن الضرب المبرح على جسدها، لم يشفع لها صلة الدم لم تتوقف ضرباتهم الموجعة لها، حتى أصيبت بكسر فى العمود الفقرى وإصابتها بكدمات فى جسدها.


لم يكتفِ الأشقاء بفعلتهم، ويبدو أنهم شعروا أن شرف عائلتهم لا يزال مدنس بسبب وصمة شقيقتهم بخروجها مع خطيبها!! تجمع الأشقاء وبدلا من أن يذهبوا لصغيرتهم يعتذروا لها على سوء فعلتهم، لكنهم أجهزوا عليها للمرة الثانية وكان صراخ الفتاة يكسر هدوء المكان، ولم يرحمها أشقاؤها من الضرب حتى أثناء إقامتها فى المستشفى، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد إصابتها بكسر فى الجمجمة، وتوقف قلبها وصعدت روحها لبارئها.


وعقب موتها نفى أشقاؤها فى التحقيقات، الاتهامات التى وجهت إليهم، وأعلنوا أن سبب ضربها هو أنها «ملبوسة بالجن»!، وأن ذلك كان لإخراجه منها، مما أدى إلى حدوث جلطة تسببت فى وفاتها وأكدوا أن سبب صراخ الفتاة هو «لبس الجن» وأن والدتها مكثت معها طوال إقامتها فى المستشفى.


مسك الختام


> لعنة الله على أشقاء إسراء وعلى كل من أيّدهم بقول أو فعل أو تفكير، وعلى كل من يشبه أشقاء إسراء.


> أختى قطعة من قلبى وبدونها كل شىء يفقد لونه وجماله، وأدعو الله أن يضاعف لها سعادتها وصحتها ويمد فى عمرها.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة