مفيد فوزى
مفيد فوزى


يوميات الأخبار

من منصة وطنية أتكلم

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 01 سبتمبر 2019 - 08:49 م

مفيد فوزى

أشعر أنى أستنشق هواء اكثر ما تحتمله الرئتان، وأنا أرى رئيس بلادى فى قامة ومكانة وتقدير من رؤساء العالم.

القلم بين أصابعى «خادم» لعموم الناس ويوم اضطر للتسلية اكسره..
هذا البلد محاط بأشواك الحقد. أحقاد الاخوان والسلفيين وأعداء النجاح. وكل خطوة تخطوها مصر تثير كوامن الضغينة فى نفوس الأشرار. ببساطة وعلى بلاطة يتمنون زوال مصر من الوجود والعودة إلى تقسيمات غير الطيبة الذكر هيلارى كلينتون. اعظم احلامهم أن تسقط الدولة وأغلى امانيهم أن تزول دولة 30 يونيو التى اعادت مصر، لمصر البهاء والنماء.
مصر الآن قوية بشعب المائة مليون وقائد جسور جاء فى لحظة فارقة بسيناريو إلهى.. ليخلصنا من اللى شبكنا بالاخوان. ولو غفلت عين مصر لحدث مالا يحمد عقباه وأنا أمقت الشعور الآمن بالكلام، إذ من المهم أن يكون شعورا فى طياته حذر. من هنا كان صحيان جيش مصر وانتباهه وحذره. ومن هنا كان تفتيح عيون أمن مصر وانتباهه وحذره. الكل انتباه ناهيك عن كلام نعبر به عن غضبنا وضجرنا من الاسعار. ناهيك عن كلام نكتبه عن اعلام غير مهنى أو محترف نحلم فيه بتعدد الاراء وانفتاح عدسة الرؤية وعدم العودة الى الشاشة الواحدة «الناصرية» فكم جرت علينا الأهوال. ربما كان عبدالناصر كما عشت هذه الأيام سعيدا بها لكن الناس كانت تغلى.
وإذا كان عبدالناصر محظوظا باعلام أحاطه فى زمانه، فقد كان إعلام القناة الواحدة والصحيفة الوحيدة وقد خسر كثيرا. لم يستطع صوت واحد  ان يلمح الى خطورة العواطف فى السياسة لم يستطع صوت واحد ان ينبه القائد ان مجتمع مصر غير مجتمع التجار فى سوريا إبان الوحدة التى سقطت بعد قليل. لم يستطع صوت واحد أن ينبه الى خطورة حرب اليمن واثرها السيئ على الجيش الذى ذاق النكسة، فقد كان احد اسبابها تلك الحرب ان الضجر من الاسعار أو الضيق من إعلام شمولى أو انتقاد المحليات أو التعليق على تجارب التعليم أو الخلاف على تثمين ارض كلها.. حكايات تشغل وقت الناس فى الشارع والمقهى ومواقع التواصل، ولكن الأهم هو النوم بعيون مفتوحة جيشا أو أمنا أو شعبا. اكررها مائة مرة!
ان عدونا فى الداخل قبل الخارج يبحث عن «ثغرة» عن نقطة ضعف تمرره بخبث وحين ينال العدو منا، ننسى الاسعار والاعلام والتعليم ونتحول الى سبيكة واحدة ومازال هذا الشعب يريد الطبطبة، واللغة التى يفهمها ويجيدها هى حياته. اطعام الاولاد، ومدارسهم ومستشفى مفتوح له وشرطة تحميه من بلطجية. ان صروح الاسمنت العالية مصدر فخر وليست وسيلة حياتية للعيش فى ظروف صعبة. مزيد من الطبطبة يصلح الحال ويدعم الانتماء وفرحة أبعد من الفرحة الكروية ضرورة وطنية وأمن قومى.
ريهام.. المفترى عليها
أيا كان قرار الاستاذة ريهام سعيد بالبقاء أو الرحيل  أو تنفيذ العقوبة المفروضة عليها لمدة عام «احتجاب»، فلابد من احترام كل القرارات الرسمية الصادرة من الأعلى للإعلام أو من نقابة الاعلاميين. هذه أدبيات الكاتب حين اشرع ضميريا فى انصاف مذيعة الخير من مقصلة مجتمع متنمر يترصدها ومواقع تواصل تتحكم وتحكم قراراتنا! ولو سألتم آلاف المرضى الذين ساهمت مذيعة الخير فى علاجهم لصنعتكم النتيجة لأن صبايا الخير عكف على تقديم المعونة الأدبية والصحية والنفسية لشريحة كبيرة من شعب هذا البلد، حتى لو صدرت بعض الاخطاء فى التطبيق فلقد تعلمنا أن من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لايخطئ مطلقا. لقد ذهب زمن التسامح وجاء التنمر ممتطيا حصان عدم الرأفة. يوما ما، قالت مذيعة عن اليهود وصفاً هزليا هو اليهوديين وضحكنا وغفرنا وتسامحنا. مرة أخرى سمع مبارك تقديم نجمة فى حفل عام انه «المرحوم» ثم تداركت بسرعة. وتصورنا أن الدولة سوف تنسف النجمة لهذا الخطأ الفادح، لكن الرئيس غفر وتسامح. أما مذيعة الخير فلم نغفر أو نتسامح معها بلا سبب غير إلحاح السوشيال ميديا التى لاترحم لأسباب مختلفة حتى كاتب هذه السطور حين مزحت فى عادات الدمايطة والحرص الشديد! نزلت هراوات المواقع فوق رأسى ورفضت مواقع التواصل المزحة وكأنى قلت ملاحظتى فى الوقائع الرسمية!
لقد شاهدت بنفسى ماقالته الاستاذة ريهام سعيد فى حلقة بدانة السيدات وهو ما اعترضت عليه هيئة المجلس القومى للمرأة! ولا أظن أحدا يملك أن يشكك فى حرفيتى أو مهنيتى وقد ظهرت على شاشات التليفزيون: شاشة مصر 21 عاما وشاشة الاوربيت 12 عاما وشاشة دريم 3 سنوات. اقول شاهدت مذيعة الخير تحذر وتنبه وتنصح وتهدد وتكاد تصرخ فى وجه البدينات أن يتخلصن من البدانة لمخاطرها الجمة خصوصا على القلب ويسر الحركة وصعوبة المشى. كانت مذيعة الخير صادقة صادمة عفوية أمينة مخلصة مهنية فى صرختها ولاتحمل أى أساءة لأحد. كانت تريد بيوتا فيها تناغم وليس انتقادات جارحة لرجل حول البدانة والسمنة والوزن الزائد. لايمكن أن تكون ريهام سعيد متنمرة للمرأة أو لستات فى وزن الدبابة. اتذكر أن صدام حسين أعلن ذات مرة ضرورة أن يتخلص ضباطه وجنوده من «الكروش» ونفذ الضباط والجنود هذا الأمر الرئاسى! ماذا فعلت مذيعة الخير؟ أرادت الخير لبيوت فيها زوجات بدينات مهددات بالطلاق. تكلمت ريهام سعيد بعفوية وبطريقتها الفطرية لتصل صيحتها لهن. لابد أن نحترم اساليب المذيعات والمذيعين فى التقديم، فهو جزء من اللعبة ومذيعة الخير ينعدم جانب ادانتها بالاساءة لأحد. اقولها كمهنى، أحرص على هناء البيوت وصحة الزوجات والبنات.
كم كنا قساة على مذيعة الخير ريهام سعيد، المفترى عليها.
 فنجان قهوة رغد!
رغد عثمان السعد شابة سعودية موهوبة فى القص هى بنت عثمان السعد، واحد من الريادة فى الرياضة السعودية فى زمان الأمير المثقف فيصل بن فهد، رغد درست الفن فى باريس لكنها حافظت على الثوب المطرز وهو سعوديتها. عثمان السعد الذى عرفته واحببته كان أبا متحررا. ترك لاولاده حرية الاختيار فى المستقبل. رغد احبت القص والقصة. كتابها الأول الذى ساعدت منال نور الدين الكاتبة بالأهرام على صدور مجموعة قصصها القصيرة تحت عنوان «فنجان قهوة». واول ملاحظة لى على مجموعة قصص رغد انها تملك «نفسا طويلا» فى الحكى. ولست ناقدا متخصصا ولكنى متذوق و«انفطمت» على قصص يوسف أدريس رغد لديها أسلوب وتنقصها الحبكة التى يسميها يوسف أدريس ذروة اللمعة. ورغد السعد تنتصر لفنجان القهوة العربية حتى فى باريس، حيث كانت تشتاق لصنية القهوة والفناجين المقلوبة. «كيف لى ان استبدل بطعم قهوتنا الأصيل القهوة الفرنسية. أنا لا افكر أن القهوة الفرنسية.. لذيذة، إلا أن سحر قهوتنا أقوى ومفعولها أكثر حميمية. اتذكر حين نجتمع حول دلة القهوة وصحن التمر كل يوم عند صلاة المغرب، كلاهما يدور دون توقف من يد إلى يد وتبدأ الأحاديث والدردشات والكثير من الأسرار. ألم أقل لكم ان مفعولها مفعول سحر؟».
رغد السعد لاتفتقد إلا صوت الأذان فى باريس وضواحيها. «افتقدت مساجدنا ومنابرها. كنت احن لسماع كلمة الله اكبر..» رغد السعد تكتب فى أى ساعة من ساعات النهار أو الليل. عندما تأمرها القصة أن تجلس وتمطر سطورها فوق الورق. هناك بين سطور قصصها طعم الحكمة «اكره الابواب الموصدة». كم هى جميلة اللوحات التى استعانت بها رغد فى قصصها، انها بريشة عثمان السعد نفسه، وما كنت أعلم أنه يملك هذه الموهبة التعبير بالخطوط والظلال. رغد السعد يمثل لها فنجان القهوة بطلا فى قصصها، بل لعله من أدواتها الطبيعية التى هى أحدى سمات أى جلسة سعودية. ويبدو أن رغد جعلت الرسم بالخطوط، صورة بالكلمات فأحبت فن القصة واحيانا وهى تكتب تجد نفسها مشدودة لتسجل موقفا خاصا من حياتها «حين ظهرت موهبتى وخطوطى. كان أبى أول من يدعمنى. لف بى جميع محلات الرسم. وفر لى كل أنواع الأقلام والالوان. جهز لى اتيليه جعل منه مقرا على حد قوله كى ابدع..» رغد السعد فى تجربتها الأولى تتحسس طريقها وتكتشف قارئها وتبحر فى آبار بعيدة لكتابة أفضل وتحلق مع ذاتها فمازال لديها ما تقول!
قناعات
١- هذه الدنيا مهما زهزهت فالحذر حزام أمان.
٢- أشقى البشر، هؤلاء الذين يقارنون انفسهم بالآخرين.
٣- الاقلام بين أصابع الكتاب واحدة ولكن الرؤى مختلفة.
٤- النشال اذكى من فريسته.
٥- سيرة حياته رائعة ولكنه حذف العيوب والجراح والسقطات.
٦- ربما كان طبيب تجميل، لكن هذا لايمنع أنه قبيح من الداخل.
٧- أهم وزير فى ألمانيا وزير البيئة. دلالة التحضر.
٨- هى تحكم على الرجل من حذائه وكان أنيس منصور يقول: أوافقها.
٩- رسبت فى مادة الرسم لانى رسمت الآنية والزهور فوق مستوى النظر والمفترض تحت مستوى النظر.
١٠- أخاف الخلوة مع النفس لأنها حبلى بما أحاول نسيانه وتمهيشه.
١١- غريبة، المسئول الذى يسمع دبة النملة، لاتصل إليه استغاثة أو اسئلة من الرأى العام.
١٢- ما أحوجنا إلى ثقافة الدماثة فى الكتابة أو فى الكلام على الشاشات.
١٣- هل أنا رومانسى إلى الحد الذى أرى أغصان النخيل ضارعة للسماء!
١٤-قلت مرة لقلمى: ما جدوى الكتابة لعيون عمياء؟ قال قلمى: خاطب بصيرتهم.
١٥- التفاؤل، وماذا غيره نملكه لنحيا؟
١٦- نصف حياتنا اسئلة بلا اجابات.
١٧- فى تواضع نبات الظل، عرفت أسامة الباز ومجدى يعقوب.
١٨- الوطن عند الشاعر الكبير ناظم حكمت «حين تكون آمنا على مالك وعرضك»
١٩- المتوافر حاليا فى الصيدليات «أقراص النفاق» وشراب «الحداقة».
٢٠- العتاب محطة أمان قبل قطار الصدام.
٢١- ادارة حماية المستهلك تحمينا من عمليات نصب محبوك الاطراف.
٢٢- لولا الملل ما عرفنا اللهفة والشغف.
٢٣- بينى وبين الآخرين مسافة لأحتفظ دائما بالاحترام أخضر.
مشاعر مصرى
أشعر أنى أستنشق هواء اكثر ما تحتمله الرئتان، وأنا أرى رئيس بلادى فى قامة ومكانة وتقدير من رؤساء العالم. أشعر كمصرى أن قامتى تطول وكبريائى يطاول السماء، اشعر أنه يضع مصرعلى خريطة الكون وأن العالم يرنو لمصر بنظرة إكبار واعتزاز داخلى زهو أنى مصرى بالتاريخ والجغرافيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة