أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

اللى عاوز «يتكيف».. يدفع

أسامة شلش

الأحد، 01 سبتمبر 2019 - 09:28 م

حديث عابر «دار» بين صديقين  من مرتادى المسجد عقب ادائنا لصلاة العشاء احدهما ثائر والآخر يحاول أن يهدئ من ثورته التى يشعرك فيها أنه المدافع عن بيوت الله ضد قرار يعتبره مجحفا اصدرته وزارة الاوقاف بتحجيم استهلاك الكهرباء فى دور العبادة وتخصيص حصة لكل منها حسب الاستهلاك بعد ان رأت أن هناك اسرافا مفرطا من جانب اداراتها فى استخدام التكييفات وصور الاضاءة المختلفة، الصديق يحاول أن يستوعب ما يقوله صديقه وهو يشرح له ان ما قامت به الوزارة هو عين العقل فى ظل الفواتير المجحفة التى تسددها نظير الكهرباء داخل مساجد الجمهورية كلها وهى بالملايين عددا وآلاف الملايين استهلاكا.
لا أخفى ان القرار جاء ما بين مؤيد ومعارض فهناك من يقول انه لاداعى لهذا مع بيوت الله لانها من المفترض أن تقدم خدماتها بلا مقابل يذكر وان اضاءتها واجب على الدولة وهناك من يؤيد القرار خاصة فى ظل ما تعانيه الدولة ووزاراتها من نقص حاد فى الموارد وهو ما يجعلنا نطالب بالترشيد حتى ولو كان ذلك على حساب المساجد.
بصراحة وبكل وضوح هناك اسراف شديد ترتكبه ادارات المساجد خاصة التى فى المناطق غير الشعبية عشرات التكييفات ومئات المراوح داخل الاروقة تدار كلها فى وقت واحد حتى ولوكان داخل المسجد  ١٠ أو ٢٠ مصليا فقط وهى تستهلك لهم عشرات الكيلو وتات من الكهرباء يستمر ذلك للأسف لساعات وساعات قبل أوبعد الصلاة. الذى يستفزك هو قيام فرد  أو فردين من الرواد بطلب تركها لانه بعد أداء الفرض سيستمر فى قراءة القرآن أو ينتظر الصلاة التى بعدها وهى تكلفة كبيرة كانت تدفعها الوزارة مشكورة من دون كلل أو ملل.
بصراحة القرار صح الصح تحديد حصة استهلاك لكل مسجد كانت شيئا ضروريا فى ظل ذلك التسيب الذى كان داخل المساجد فى هذا الامر وعلى مدى سنوات وسنوات زاد فى ظل استخدام ملايين اجهزة التكييف التى يتبرع بها الناس. الوزارة تحدد لكل مسجد كارت شحن بقيمة شهرية تعتقد انها تكفى لفترة اداء الصلوات. ساعة لكل صلاة يوميا وهى متأكدة انها اذا حددت الاستهلاك بـ ٥٠٠ او ألف أو الفين لكل مسجد ستكفى تماما. ولكن ماذا لو خلص الشحن المتاح بالكارت مسبوق الدفع قطعا سيكون على مرتادى المسجد تدبيرأمورهم وتوفير مورد يسمح بشحن الكارت مرة أخرى إذا أرادوا المزيد.
التجربة تمت هنا فى المسجد الذى نقيم به شعائرنا، الوزارة حددت  الاستهلاك الشهرى بـ٢٠٠٠ جنيه يدوب فى ظل الاستهلاك المتوسط تكفى لنصف الشهر ويتم دفع مثلهم من اهل الخير ممن يؤدون الصلاة معنا. الجميل فى الامر هو ان الادارة صارت اكثر حزما امرت عمال المسجد باغلاق المكيفات بعد ربع ساعة من الصلاة وعدم الإسراف فى الانارة وهى ظاهرة طيبة يدعونا اليها ديننا الحكيم والغريب هو الاصوات التى تعلو مطالبة بترك الانوار والمكيفات تعمل لاننا فى بيت الله ولكن الرد بسيط اللى عايز يتكيف يدفع من جيبه.
الامر يحتاج الى المزيد من التوعية دينيا وسلوكيا وياحبذا لو تطرق الامر الى ترشيد استهلاك المياه داخل المساجد وذلك فى ظل حاجتنا الى كل قطرة ماء، لو مررت على عشرات المساجد فى كل انحاء الجمهورية ستجدها تحتاج الى آلاف الوقفات فى ظل الاهدار التام للمياه بسبب عدم الوعى اولا وبسبب اهمال الصيانة ثانيا.
الوزارة اعلنت عن خطة لتدبير الحنفيات الموفرة فماذا تم فى هذا الشأن انها مطلب ملح خاصة فى الاماكن التى لارقابة عليها؟
ما أحوجنا الى القرارات التى تعيد الانضباط السلوكى قبل الاخلاقى وإلى ما يجعلنا نرشد استهلاكاتنا فى الطاقة أوالمياه بما يطالبنا به حالنا.. وقبله ديننا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة