جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

بريطانيا.. إلى أين؟!

جلال عارف

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 07:36 م

 

لا أظن أن بريطانيا ستغفر يوما لرئيس وزرائها الأسبق «ديفيد كاميرون» ما فعله بها بسبب سوء  التقدير الذى أدخلها فى أزمة لا يعلم إلا الله متى ستخرج منها.. أو هل ستتمكن يوما من الخروج بأمان!! كانت هناك بالفعل أصوات تطلب مغادرة الاتحاد الأوربى كان الخوف من تزايد الهجرة إلى أوربا يتصاعد. وكان اليمين فى كل أنحاء أوربا يستغل ذلك فى إشعال التوجهات نحو الانغلاق.
سوء التقدير هيأ لديفيد كاميرون انه يستطيع إغلاق الابواب امام هذا التيار بتنظيم استفتاء حول العلاقة مع أوربا، واثقا من ان النتيجة ستكون لمصلحة البقاء فى الاتحاد، لم يستعد الرجل ولا حزبه لهذا الاستفتاء وترك الأمر للصدفة وللمزايدات المعتادة فى مثل هذه الاوضاع لينتهى الأمر لهزيمة وبفوز أنصار «البريكست بـ٥٢٪ من الاصوات. خرج كاميرون من الحكم ومن السياسة، ودخلت بريطانيا أزمة لا تعرف كيف تخرج منها.
بعد كاميرون جاءت تيريزا ماى، وبعد فشلها فى تحقيق اتفاق مع أوربا على كيفية الخروج تركت موقعها ليخلفها بوريس جونسون الذى يخوض معركة تجسد الانقسام الهائل الذى وقعت بريطانيا فى اسره وليدخل بريطانيا أزمة اكبر مع قراره تعطيل البرلمان حتى يتمكن من تحقيق ما أصبح بالنسبة له حلا وحيدا للخروج من الازمة، وهو ترك الاتحاد الاوربى  دون اتفاق مع نهاية أكتوبر القادم.
يدخل «جونسون» فى أزمة مع البرلمان ومع المعارضة ومع مجتمع يرى انه أمام محاولة خطيرة لضرب الديموقراطية. وأيا كانت النتيجة فإن الصراع لن ينتهى، والنتائج فى كل الاحوال خطيرة.
قد يلحق «جونسون» بسابقيه «كاميرون» و«ماى» وقد يبقى ليقود بريطانيا نحو المجهول. كان الأمل ان تعبر بريطانيا أزمتها بالديموقراطية. كيف تجد أعرق الديموقراطيات طريقها بعد ان يتم تعطيل البرلمان وهى تقرر مصيرها!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة