عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

صخب الكرنفال!!

عبلة الرويني

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 07:43 م

أن تحب كل الناس بنفس القدر والحماس والحميمية، معناه أنك لا تحب أحدًا... معناه أن يتساوى لديك الجميع.. البعيد والقريب.. من تجمعك معه الذكريات والحكايات والمودة، ومن لا يجمعك معه شيء!!... أن تحب الجميع بنفس الدرجة والاهتمام.. هو فيض من الحب لا موضوع له!!... فيض من الحب المتناثر، دون ضوابط.. دون عدالة.. وربما دون حب أيضا... فالإفراط لا يعنى بالضرورة كرما... وتجاور الآراء والصور المختلفة إلى جوار بعضها البعض، لا يعنى مساحة حرية، ما لم يتوافر السياق والرؤية والمنطق والموضوعية والعدل!!
بين الإفراط والتفريط.. أو بين الموضوعية وتطييب الخاطر.. تبدو جوائز المهرجان القومى للمسرح المصرى، مجرد كرنفال صاخب، خطفت أضواؤه وألوانه وأنغامه الأنظار، وأحدثت بالفعل حالة من البهجة والفرح.... ٦٧ عرضًا مسرحيًا من مختلف الجامعات وفرق الثقافة الجماهيرية ومسارح المحترفين، والقطاع الخاص، شاركوا فى مسابقات المهرجان الثلاث.. وحصدوا ٩٠ جائزة وشهادات تقدير وشهادات تمايز، إضافة إلى ١٦ تكريمًا مسرحيًا قدمها المهرجان.. يعنى تقريبًا جائزة لكل مسرحية، أو (جائزة لكل مواطن)!!.. الكل يجب أن يفرح.. والكل يتم إرضاؤه ومجاملته، وكأن المعنى من وراء إقامة المهرجان هو فقط إحداث البهجة وإسعاد الجميع... وليس التقييم الموضوعى للموسم المسرحى المصرى، والعمل على تطويره...
الإفراط فى منح الجوائز والشهادات، والحرص على مجاملة الجميع، أفقد العمل المسرحى المتميز فنيا حقه وقيمته... وأحال المهرجان إلى (مولد) على الجميع أن يخرج منه مبتسمًا وسعيدًا..

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة