الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 08:18 م

تعيش بريطانيا هذه الأيام على صفيحٍ ساخنٍ في انتظار حسم مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والبريطانيون يمنون النفس في خروجٍ آمنٍ يجنبهم مخاطر "الخروج الفوضوي" من دون التوصل لاتفاقٍ مع بروكسل.

وستبلغ الإثارة ذروتها غدًا الثلاثاء، حينما يعود مجلس العموم (البرلمان) لممارسة مهام عمله بعد عطلةٍ صيفيةٍ، في جلسةٍ عاصفةٍ قد تؤدي في النهاية إلى إعلان إجراء انتخابات مبكرة، وفقًا لتكهناتٍ ترجح ذلك.

وربما يحدث هذا حال رفض البرلمان البريطاني خطة رئيس الوزراء بوريس جونسون بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقالت صحيفة "صن" البريطانية، اليوم الاثنين 2 سبتمبر، إن جونسون يعتزم الدعوة لانتخابات مبكرة في غضون خمسة أسابيع، أي قبل الخروج من الاتحاد الأوروبي، إذا رفض البرلمان خطة الخروج التي أعدها.

وتعهد بوريس جونسون بمغادرة الاتحاد الأوروبي بحلول الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر المقبل سواء تم التوصل لاتفاقٍ مع بروكسل بشأن الأمور العالقة بينهما أو من عدمه.

تخطيط المعارضة

وفي الجهة المقابلة، يخطط تحالف من نواب المعارضة بقيادة حزب العمال اليساري مع متمردين داخل حزب المحافظين، الذي يتزعمه جونسون، للسيطرة على البرلمان لغل يد الحكومة بواسطة تشريع يمنع الانفصال عن التكتل دون اتفاق خشية أن يكون الخروج دون اتفاق مدمرًا للبلاد، وذلك نقلًا عن وكالة "رويترز" البريطانية.

وصوّت البرلمان البريطاني من قبل في مارس الماضي لصالح عدم الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاقٍ، خلال جلسة تصويتٍ مفتوحةٍ للبرلمان، انتزع خلالها مجلس العموم صلاحية "بريكست" ليومٍ واحدٍ، من رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي.

وقال زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين "نريد انتخابات عامة للإطاحة "بعصبة جونسون المتصنعة الشعبوية".. علينا الاتحاد لمنع الخروج دون اتفاق.. قد يكون هذا الأسبوع فرصتنا الأخيرة لذلك".

ومع كثرة الأحاديث عن انتخاباتٍ محتملةٍ خلال الفترة المقبلة، قبيل مغادرة الاتحاد الأوروبي، قال المتحدث باسم جونسون ردًا على سؤال عما إذا كان رئيس الوزراء يخطط لانتخابات "سئل عن هذا في مناسبات كثيرة وكانت إجابته دوما أنه لا يريد انتخابات".

وبدوره، أشار جونسون، في خطابٍ له اليوم، إلى أنه لا يرغب في إجراء انتخابات، متحدثًا عن أنه دعا المشرعين إلى عدم التصويت لصالح مزيد من التأخير في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومستبعدًا في الوقت ذاته تأجيل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى بعد نهاية شهر أكتوبر.

سيناريوهات يمكن حدوثها

ومن شأن الانتخابات المبكرة أن تطرح ثلاثة خيارات رئيسية. أولها هي تشكيل حكومة تدعم الخروج من التكتل بقيادة جونسون سواء تم التوصل لاتفاقٍ مع بروكسل أو من عدمه، وثانيها حكومة يشكلها حزب العمال ويقودها كوربين، وهي حكومة ربما تنسف من الأساس مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي وتحيل "البريكست" إلى استفتاءٍ ثانٍ خلاف الذي كان في يونيو عام 2016، وصوّت خلاله البريطانيون لصالح الانفصال بنسبة 52%.

أما ثالث الخيارات هو برلمان معلق قد يؤدي إلى حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية، وهو سيناريو إن حدث سيكون مكتنفًا بكثيرٍ من الغموض حول وضوح المشهد السياسي البريطاني.