مديحة عزب
مديحة عزب


نقطة نظام

الدفع مقدماً يا باشا.. أقل منها؟..

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 08:20 م

 

مديحة عزب

خالى شغل وبتدور على شغلانة كويسة بس بتسأل نفسك منين وانت غير متعلم أصلا ومامعكش أى مؤهل، أو بتسأل نفسك ازاى وانت سوابق وخريج سجون، أو مثلا يعنى كنت بتشتغل قبل كده بلطجى وتعبت من أعباء المهنة وما يستتبعها من عواقب مهددة بحدوث عاهة مستديمة أو العودة للسجن؟.. أنا حاقوللك على شغلانة ميت فل ومربحة جدا ومريحة فى نفس الوقت لأن فيها استقرار مادى ومعنوى وكمان لن تكون معها مهددا بالنقل لأماكن أخرى إلا بمزاجك.. انزل من بيتك دلوقتى ودور على أقرب رصيف فى شارع رئيسى وياريت يكون فى مواجهة بنك أو جهة حكومية أو خدمية أو مول أو حتى أحد فروع سوبر ماركت كبير وما عليك إلا أن ترى مساحة الجزء الذى يطل عليه الرصيف وتعاين على الطبيعة طول الشريط الذى تستطيع أن تحتله وتفرض هيمنتك عليه، واشغله فورا بمجموعة من الأحجار التى تعوق أى سيارة يريد صاحبها أن يضعها فى الانتظار لبضع دقائق، وذلك إيذانا من الآن بأن هذا الشريط الذى يطل عليه ذلك الرصيف صار فى ملكك ولم يعد من أملاك الدولة.. وأى سيارة تريد أن تستغله فى الانتظار فعليها أن تدفع.. خلاص الأمور لم تعد سبهللة.. أقل منها يعنى؟.. وانت ومزاجك بقى اقتدى بزملائك فى المهنة وحط تعريفة انتظار السيارات زى ما تحب وحسب أهمية المكان يعنى مثلا لو الرصيف أمام بنك وفى شارع كبير فالركنة مش أقل من عشرين جنيه ولو أمام مول أو فى فترة المساء والسهرة فتعريفة الانتظار مش أقل من عشرة أو خمسة عشر جنيها، وانت وشطارتك بقى فى الفصال اللى ساعات بيلجأ إليه بعض الناس وبالذات الكبار سنا، لأ وإيه، الدفع مقدما يا باشا.. حتلاقى نفسك بتروّح آخر اليوم لبيتك وانت فى جيبك ما لا يقل عن مرتب واحد من كبار رجال الدولة، ولا وظيفة بقى وحضور وانصراف وقرف، وطبعا مش حاقولك تعمل إيه مع صاحب السيارة الغتت اللى مش بيرضى يدفع مقدما، لأنكم كلكم حافظين إن التصرف المثالى معهم هو كسر المراية أو شق فردة كاوتش بمطوة عشان يكون عبرة لمن يعتبر.. واوعى تقلق من حاجة خالص فأنتم جماعة لا تطاردكم أى جهة ويبدو إنكم كاسرين عين المحليات بحاجة احنا مش عارفينها لأنها سايباكم عشرات السنين تبرطعوا فى كل مكان على كيفكم وتمارسوا بلطجتكم على الناس زى ما انتم عايزين.. حسبنا الله فيكم.
بطانية 10 كيلو.. ليه؟..
فى أحد البرامج ذات الصبغة الإنسانية كان المذيع يستضيف إحدى السيدات الغارمات والتى تم الإفراج عنها مؤخرا وإعفاؤها من بقية مدة الحبس المقررة بمبادرة من إحدى الجمعيات الخيرية.. وطبعا كما هو معروف فإن هذه الأم ومثلها العشرات قد دخلن السجن بسبب ديون تجهيز بناتهن للزواج ثم عجزهن عن سداد تلك الديون.. المهم فى معرض حديثها كانت تعدد الأشياء التى اشترتها لابنتها لكى لا تحس ولو لدقيقة واحدة أنها أقل من مثيلاتها فى العائلة أو محيط الجيران، فقالت إنها اشترت لابنتها بطانية تزن عشرة كيلوجرامات وأطقم فرش سراير وفوط ومفارش تكفى ابنتها مدى الحياة يعنى مش حتحتاج تشترى تانى أبدا، أما بقى أطقم الحلل فقد اشترت لها من السيراميك والجرانيت والاستانلس وحتى الألومنيوم عشان ما تبقاش أقل من غيرها أبدا، والسؤال: هل اللى زى دى تستحق أموال الزكاة؟.
ما قل ودل:
مع مرور السنوات ستتغير كثيرا.. ستحب ما كنت تكره وقد تكره ما كنت تحب.. ستنسى ما تعلقت به وستمضى بك الحياة لتجعل منك شخصا لا يشبهك أبدا..

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة