بقلم: د.أسامة السعيد
بقلم: د.أسامة السعيد


خارج النص

اقلع.. تكسب!!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 08:41 م

بقلم: د.أسامة السعيد

حصلت المطربة الأمريكية جينيفر لوبيز على ٢٠ مليون جنيه مقابل حفلة استمرت ساعتين فى الساحل الشمالي، بينما تقاضى الممثل محمد رمضان والمطربة اللبنانية هيفاء وهبى بضعة ملايين لا نعرف عددها مقابل إحياء حفلات بالساحل هذا الصيف.
القاسم المشترك بين كل تلك الحفلات هو الأزمات التى أثارتها مشاهد هؤلاء «المطربين» وقد تجردوا من «جل» ملابسهم، وبدت الشورتات الساخنة والملابس الشفافة التى تكشف أكثر مما تستر هى النجم الحقيقى للحفل!!
فى المقابل قررت جامعة القاهرة وبعد طول انتظار وشكوى رفع مكافأة الأساتذة نظير الإشراف على رسائل الماجستير إلى ألفى جنيه والدكتوراه إلى ثلاثة آلاف، رغم ما يستغرقه الإشراف على تلك الرسائل من جهد لفترة قد تصل إلى خمس سنوات، بينما لا تتجاوز قيمة مكافأة مناقشة تلك الرسائل ثمن توصيلة بالتاكسى أو أوبر يستقلها الأستاذ من أجل الوصول إلى مقر المناقشة!
فى حين لا يتجاوز معاش الصحفى من العاملين بالصحف القومية، وبعد سنوات خدمة تصل إلى ٣٦ سنة ١٣٥٠ جنيها!!
وبعيدا عن نظريات الرزق، وأن تلك المبالغ لا تعد مقياسا للقيمة، إلا أننى أعتقد أن التقدير المادى جزء لا يتجزأ من تقدير القيمة، وأى حديث غير ذلك سفسطة بلا معنى، ففى المجتمعات التى تقدر قيمة العلم، ويحظى ذوو العقول بمكانة محترمة، يعكس الدخل الذى يتقاضاه هؤلاء جانبا من ذلك التقدير.
صحيح أنك قد تجد نجوم هوليوود ومطربيها يتقاضون أجورا بالملايين، لكنك بالتأكيد لن تجد أستاذا بجامعة هارفارد يتقاضى 5 دولارات مقابل مناقشة رسالة علمية، أو صحفيا ينهى عمره المهنى مقابل معاش تقاعد شهرى لا يتجاوز 80 دولارا.
العلم هو سبيل الأمم للإرتقاء، والفن الهادف والأدب الرفيع يسمو بوجدان وعقول الأجيال، لكن أن يحصل أبطال ذلك الإسفاف الذى يوصف زورا وبهتانا بأنه «فن»، على الملايين بينما يحصل العلماء على الملاليم، فأعتقد أنها رسالة خطيرة للأجيال الجديدة مفادها: «إقلع.. تكسب»!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة