نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

ليلة مع نجيب محفوظ

نهاد عرفة

الإثنين، 02 سبتمبر 2019 - 08:47 م

 

بين جدران مصر العريقة عشت ليلة من ألف ليلة، المكان يحمل عبق التاريخ وروعة الماضى وأصالة الحاضر، ويرجع بناؤه إلى أكثر من ثلاثة قرون، فى تكية أبو الدهب تلك المنطقة العريقة خلف الجامع الأزهر، التى جاء اختيارها لإنشاء وافتتاح متحف نجيب محفوظ.. بختم النسر، موفقاً، تلك المنطقة التاريخية التى ألهمت صاحب نوبل أجمل كتاباته ورواياته، المتحف تم افتتاحه مساء أمس الأول، الأحد، ليستمر أسبوعاً، ويضم بين جدرانه 70 وثيقة حكومية بخط يده تحمل توقيعه وختم النسر، من أصل 350 وثيقة تكشف مفارقات مختلفة من حياته، توصل إليها الكاتب الصحفى طارق الطاهر رئيس تحرير أخبار الأدب، ونشرها قى كتابه قبل عدة أشهر، شهاداته الدراسية والمستندات الوظيفيه الخاصة به، وغيرها من الوثائق والأوراق الخاصة التى كشف فيها عن ممتلكاته وتقارير العمل السرية والقرارات التى تخص فترة توليه للرقابة على المصنفات الفنية وأهم القرارات التى اتخذها. ولا تزال حياة نجيب محفوظ تحمل العديد من الأسرار والحكايات التى لم يُكشف عنها بعد، لقد فرض حول حياته الخاصة أسوارًا من التعتيم والسرية، وفى رواياته الكثير من الإسقاطات الغامضة التى تحتاج إلى تفسير، عالم نجيب محفوظ ثرى بالكثير من الإيحاءات والدلالات الرمزية تقف أمامها تمعن التفكير بها وتختلف عليها، ولا تزال روايته الأشهر « أولاد حارتنا» تثير الجدل !
كثير من الامتنان للكاتب الصحفى طارق الطاهر الذى استطاع باكتشافه للوثائق وضع اللبنة الأولى لإنشاء المتحف الذى تأخر لأكثر من 13 عاماً منذ وفاة صاحب نوبل، الذى يعد من أهم الأدباء العرب خلال القرن العشرين، كما جاء اختيار الأديب والكاتب الكبير يوسف القعيد مشرفاً عاما على المتحف موفقاً لكونه آخر الحرافيش التى لازمت صاحب ميرامار لفترة طويلة، ونأمل أن يستمر استكمال المتحف ليستطيع قراء ومحبى نجيب محفوظ مشاهدته طوال العام، وليكون شاهداً على التاريخ للأجيال القادمة ويؤرخ لأعماله القصصية والروائية التى تناولت أجزاء مهمة من تاريخ مصر الحديث.
شكرا لصندوق التنمية الثقافى ووزارة الثقافة، ونأمل أن نرى الكثير من المتاحف التى تؤرخ لعظمائنا من الفنانين والكتاب والأدباء وتحفظ ذاكرة التاريخ.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة