تعبيرية
تعبيرية


«سموم» .. فى صفحات إسرائيل بالعربية !

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 09:28 ص

تجند الشباب وتخترق المجتمع وتحسن صورة الاحتلال !

 

المصريون حولوها لـ «نكته» .. والخبراء : «دبلوماسية رقمية»

 

دراسات الإعلام الحديثة اثبتت أن من أقوى أنواع التأثير الإعلامى على جمهور  آخر، التحدث بلسانه ولغته، حتى يتمكن من فهم الرسالة الإعلامية الموجهة إليه، والتأثير على المستخدمين .

 

ويعتبر فيسبوك الأشهر بين مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر، الأمر الذى دفع الإعلام الإسرائيلى الناطق بالعربية للتوجه إلى فيسبوك وإنشاء صفحات عليه تعمل منذ سنوات وذلك بغرض ترسيخ صورة إيجابية مزعومة عن دولة الاحتلال ووضع صورة جميلة لاسرائيل المتطورة داخل اذهان اجيال جديدة من الشباب العربى والمصرى بشكل خاص .

 

فانتشرت صفحات إسرائيلية باللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعى وخاصة «فيسبوك» كالنار فى الهشيم، وعلى الرغم من أنها تشكل خطرًا على وعى الشباب ، الا ان الدولة لم تلتفت لمثل هذ الاخطار والتى هى عبارة عن مخطط لاستقطابهم بنشر معلومات مضللة مثلا عن القضية الفلسطينية، ومحاولة تجميل صورة إسرائيل وايضا فى تجنيد الشباب المصرى الذى يحلم بالسفر والثراء .

 

إسرائيل بالعربية

 

اول هذه الصفحات والتى استطاعت اختراق المجتمع العربى وخاصة مصر، وأصبح لها ملايين المتابعين، وتنقل صورة وردية عن إسرائيل وناقمة على المجتمعات العربية هى صفحة حملت اسم «إسرائيل بالعربية»، وهى صفحة تابعة لموقع إخبارى إسرائيلى بذات الاسم، وهدفها بحسب ماكتبه ادمن الصفحة : «هذه الصفحة تعكس صورة إسرائيل الحقيقية»، وبلغ عدد متابعيها 825 ألف متابع أغلبهم من المصريين.

 

اما الصفحة الثانية فكانت أول صفحة رسمية باللغة العربية لها على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، حيث دشّنت الخارجية الإسرائيلية صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية»، فى ذلك الوقت لتكون الصفحة الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل، ويتم إدارتها من مقر الخارجية الإسرائيلية.

 

وفى تعريف الصفحة بنفسها كتب الأدمن القائم عليها: «أنشأت وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الصفحة على الفيس بوك كمصدر للمعلومات عن دولة إسرائيل باللغة العربية، ومن أجل إطلاع الجمهور العربى العريض على نشاطاتها أولًا بأول»، وبلغ عدد متابعى تلك الصفحة 2.3 مليون متابع أغلبهم من القاهرة .

 

أما صفحة«إسرائيل بدون رقابة» فهدفها نشر الأخبار والتقارير ذات البعد الاجتماعى للتقارب مع الجمهور العربى، وأُطلقت فى 12 إبريل 2011، ووصل عدد متابعيها الان إلى اكثر من 2.5 مليون متابع عربي.

 

واستكمالًا لمسلسل الصفحات الإسرائيلية لاستقطاب المصريين والعرب على «فيس بوك»، أطلقت إسرائيل صفحة إخبارية «اسمها اسرائيل فى مصر» وهدفها تعميق العلاقات بين المصريين والاسرائيلين على السوشيال ميديا وهو مالم يحدث حتى الان ؛ اذا يعتبر المتابعون المصريون لهذه الصفحات ماهى الا اماكن لتبادل السباب والشتائم واظهار عكس ماتظهره هذه الصفحات من ان اسرائيل «دولة العلم والمساواة» فى محاولات مستميتة من هذه الصفحات المسمومة للتطبيع وتجنيد الشباب المصرى والعربى .

 

جيش الاحتلال

 

وتعد أكثر الصفحات ترويجا لإسرائيل وللتطبيع معها ولوجهة النظر الرسمية الإسرائيلية هى صفحة المتحدث العسكرى باسم جيش الاحتلال بالعربية «أفيخاى أدرعي»، والتى يتابعها 2.2 مليون، وتروج للجيش الإسرائيلى ولتفوقه وشجاعة جنوده؛ لتقريبه من المواطنين ، واستقطاب مؤيدين من المصريين والعرب.. ولكنها باتت محط سخرية العرب على اختلاف انتماءاتهم .

 

فكثير من المنشورات التى يجرى تداولها على صفحة أفيخاى، تهنئ العرب بأعيادهم، وتظهر دعمًا للفنانين وأصحاب الهمم والتحديات، لكن المصريين استطاعوا تحويل الصفحة من آلة للتطبيع إلى دفتر سخرية من إسرائيل، ونقد لممارساتها العنصرية فى الوطن العربي.

 

كما ظهرت صفحات أخرى لشخصيات إسرائيلية بارزة باللغة العربية بنفس الطريقة، منها صفحة المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بالعربية «أوفير جندلمان»، وبلغ عدد متابعيها 800 ألف.. ولكل  صفحة هدف محدد لكنهم اتفقوا جميعا فى محاولات إحداث اختراق اسرائيلى للمجتمع المصرى بشكل مدروس .

 

تغيير قناعات

 

وفى هذا الصدد يؤكد د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى يؤكد أنه من الطبيعى ان تقوم اسرائيل بعمل صفحات على  وسائل التواصل موجهة للمصريين والعرب؛  فهى تندرج تحت مايعرف بالدبلوماسية الرقمية .

 

ويضيف صادق :»  اسرائيل نشطة جدا فى هذا المجال حيث تحتل المركز العاشر عالميا فى الدبلوماسية الرقمية وتحاول ابراز انجازاتها فى كافة المجالات لتغيير قناعات الشعوب العربية تجاه اسرائيل من خلال دراسة الخصائص النفسية لها.

 

واضاف صادق بان هناك كتائب الكترونية يدخلون للفيس بوك وهم يتقنون كل لغات العالم بأسماء وهمية سواء عربية أم أجنبية وهم رجال أمن ومخابرات دولة الإحتلال» من اجل تضخيم بعض الاحداث واللقاءات خاصة بين بعض المصريين والاسرائيليين وتحاول اظهار ذلك على انه  تطبيع  .

 

وحذر صادق حتى من التفاعل مع هذه الصفحات حتى ولو بالاساءة لاسرائيل فى التعليقات يحقق الهدف الاسرائيلى وهو الحصول على معلومات عن اتجاهات المجتمعات العربية نحو دولة الاحتلال.


يتساءل صادق :» ماذا فعلنا نحن لمواجهة الصفحات الإسرائيلية ؛ للاسف ليس لدينا خطة عملية واضحة مدروسة للقضاء على هذه الظاهرة التى تفشت خلال السنوات الماضية ».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة