«من القلة للجُرة» .. حكاية 4 أمثال شعبية عبرت عن الفخار 
«من القلة للجُرة» .. حكاية 4 أمثال شعبية عبرت عن الفخار 


«من القلة للجُرة».. حكاية 4 أمثال شعبية عبّرت عن الفخار 

منةالله يوسف

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 11:50 ص

«طاجن .. قلة .. قدرة .. جرُة » 4 أوانِ فخارية  يستخدمها المصريون في أمثالهم بشكل يومي للتعبير عن المواقف الحياتية التي تواجههم؛ فالأمثال الشعبية  لها سحرها ومنطقها الخاص، ولكل مثل كواليس وحكاية شييقة مختلفة عن غيرها. 

الضرة مرة ولو كانت «جُرة»


كانت هناك امرأة لا تنجب، وشعرت بنقطة ضعفها فطلبت من زوجها أن يتزوج عليها سيدة أخرى لينجب منها ويستمتع بحياته معها، وكان الرجل يرفض دائمًا لأنه يحب زوجته ومعترف بأن هذا قدر الله وليس لها أي ذنب فيه.


ولكن بعد إلحاح من الزوجة، قال الزوج «أنا خائف من حدوث المشاكل لذلك سأتزوج بامرأة غير مصرية، لأتجنب المشاكل والصدام، ردت الزوجة: كلا يا زوجي، فأنا أحبك، وسوف أراعيها ولن تحدث أي مشكلة"، فوافق الزوج على الفور.


وبعد فترة سافر الزوج ومعه جرة كبيرة من الفخار وقد البسها ثياب امرأة ووضعها في حجرة خاصة به، وعندما عاد الرجل من الشغل وجد زوجته تبكي بكاءً شديدًا، فقال لها ماذا بك؟ قالت: زوجتك الجديدة التي جئت بها شتمتني وأهانتني ولن أصبر على هذه الأهانة".


تعجب الزوج ثم قال: "لن أرضى لك بالإهانة وسترين بعينيك ما سأفعله بها وأخذ عصا كبرى وهشم الفخار لتتعجب الزوجة وتقول "لا تلومني على هذا الفعل" فالضرة مرة ولو كانت جُرة.

اقلب «القدرة» على فُمها تطلع البت لأمها
من الجرة للقدرة؛ في العصر العثماني كانت الأمهات دائما ما تقوم بنشر الغسيل على «أسطح المنازل»، وكان منطقة سطح المنزل شبه محرمة على الفتيات للحفاظ على سمعتهن.


ولأن الأم كانت تستحي أن تنادي على ابنتها باسمها، فإذا أرادت منها شيئًا ما، فكانت تضرب بالقدور على حوائط المنزل لتعرف الابنة أن أمها تريد شيئاً.


ومن هنا جاء دور «القدرة» التي توجد في السطح، وتستخدمها الأم عندما تحتاج أي شئ من ابنتها، تضرب الأم بالقدرة في عرض الحائط، أو تسقط بها على الأرض فتصدر صوتًا مرتفعًا فتهرول الابنة إلي السطح لتساعد والدتها وباتت هذه الحركة تتكرر كثيرًا حتى اشتهر هذا المثل.

هكسر وراك «قلة»
كانت ومازالت من أهم منتجات الفخار؛ تعود حكاية المثل إلى النصف الثاني من عصر الأسرة الثالثة عشرة الفرعونية، وهو العصر الذي سمي تاريخياً بعصر «الانحطاط والاضمحلال». 


فقد لجأ المصريون آنذاك - عبر كهنتهم - إلى استخدام التعاويذ كي يحل عنهم الذين يحكمونهم، ومعهم الذين عاشوا فساداً في الديوان الحاكم.


وكان الكهنة يحضرون آنية من الفخار ويصنعونها تماثيل على هيئة الذين يريدون رحيلهم، ثم يكتبون التعاويذ بالحبر الأحمر عليها ويكسرونها، وهم يؤكدون للمصريين بأن هذا التكسير الرمزي سيكسر عزائم المذكورين ويقصف أعمارهم!


ومع مرور الوقت تناقلت المقولة الشهيرة بين الناس كتعبير رمزي عن الخلاص من شخص فيقولون «هكسر وراك قلة» وبات هذا المثل يتردد حتى يومنا هذا.


شايل «طاجن» ستك ليه 
يتردد هذا المثل باستمرار على الشخص الكئيب النكدي، واتفق الكثيرون أن هناك قصة شيقة وراء هذا المثل وأبطالها «الجدة والحفيدة»، كانت الجدات قديما لا يعجبهن أي شيء ويعترضن علي أي فعل ولا يقدرن كم المجهود المبذول في ذلك الشيء.


ولأن للجدة مكانة عظيمة، كانت الفتيات يطبخن الطعام طوال اليوم ويحضرن أشهى الأكلات في الطواجن ليقدمن تلك الوجبات إلي جدتهن، وتذهب كل حفيدة إلى جدتها وهي تحمل علي رأسها طاجن الطعام الشهي، ولكن كعادة الجدات اللائي لا يعجبهن شيء، يمارسن النقد على كل ما يقوم به الأجيال الصغيرة.


فمن هنا انتشر المثل الشعبي« شايل طاجن ستك ليه؟»  فكانت الفتاة تقدم أفضل ما عندها وللأسف لا يعجب الجدة ما تقدمه لها الفتاة في الطاجن، فتعلق على الطاجن باستياء وعدم استحسان.


الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة