رحلة صناعة الثلج.. علب معدنية تنتج ألواحا بيضاء.. والسر  في «حمام بارد»
رحلة صناعة الثلج.. علب معدنية تنتج ألواحا بيضاء.. والسر  في «حمام بارد»


فيديو| رحلة صناعة الثلج.. علب معدنية تنتج ألواحا بيضاء.. والسر  في «حمام بارد»

محمد مصطفى بدر- نشوة حميدة

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 04:11 م

الملح والنشادر "سر البرودة".. والعمال "ماكينات متحركة" من "السياحة" للقلابة حتى عربات التوصيل

رئيس الوردية: ننتج 9 آلاف لوح يوميا.. و7 جنيهات "سعر اللوح الواحد"

 والحاج محمد: تجار سوق العبور، ومحال العصير والأسماك وبائعو المشروبات وربات البيوت "أبرز زبائننا"

 


"رحلة الـ 7 ساعات".. هكذا تستغرق صناعة أو إنتاج ألواح الثلج، تلك المهنة التي لم تفلح التكنولوجيا الحديثة في إقناع العاملين فيها بالتخلي عن أسلوبهم التقليدي العتيق، فهم لا يستغنون عن أدواتهم اليدوية وماكيناتهم التقليدية التي تعمل صيفا وشتاء، وتزدهر خلال شهور يونيو ويوليو وأغسطس بالتحديد.

 

 

معايشة.. وسط المياه الباردة

"بوابة أخبار اليوم" قضت فترة قليلة من المعايشة في مصنع ثلج بمنطقة غمرة، هذا المربع المكاني أو "العنبر" الذي يديره شاب لك يتخطى سن الأربعين، يوجه هذا ويساعد ذاك، بينما يرفع بيده يد الماكينة التي تجمل ألواح الثلج إلى عربات التوصيل حيثما يستقر في موطنه الأخير.

صفائح الزنك

وعن رحلة صناعة الثلج، يقول الحاج محمد، المحاسب المسئول عن مصنع الثلج في شارع بورسعيد بمنطقة غمرة، إن صناعة لوح الثلج الواحد تستغرق 7 ساعات، تبدأ بوضع مياه عادية في علب معدنية يطلقون عليها "صفائح زنك" أو "صفيح مجلفن" بال 5 حمامات المتواجدة بالمصنع، وتضم مغطسا أو حوض الماء، بعمق 3 أمتار، ويحتوي على المبرد، وتحيط هذه العلب مياه راكدة المزودة بالنشادر والملح حتى تزيد درجة برودة المياه في قلب حمام المياه، ثم يترك كل هذا لمدة، 7 ساعات متواصلة حتى تجمد المياه وإخراج لوح ثلج نظيف.

 

 

ألواح الثلج.. والحمام

وأضاف "محمد" في حديثه لـ"كاميرا بوابة أخبار اليوم"، أنه بعد انقضاء السبع ساعات، تكون ألواح الثلج قد كونت وتشكلت بالفعل في "السياحة" لتكون بمقاس واحد، وعقب ذلك يتم حملها وضخها في آلة معدنية تعتبر حلقة الوصل بين الحمام وعربات نقل الثلج، فهي مكونة من المعدن الخالص، ويتم بها حمل الألواح بطريقة آلية أو ميكانيكية للحفاظ عليها من الكسر أو الاتساخ أو أي عوامل التلوث بآلة "الونش".

 

 

وردية الـ7 ساعات

وأشار إلى أن أحد عمال الوردية- التي تصل إلى 7 ساعات يوميا- يقوم بضبط السياحة لنقل ألواح الثلج من الحمام حتى أمام العربات التي بدورها تأخذ الثلوج ونوزعها حسب مقصدها وخريطتها الجغرافية، وبهذا تكون انتهت رحلة صناعة ألواح الثلج.

 

ولفت إلى أن موسم العمل في فصل الصيف نظرا لارتفاع درجات الحرارة، ويتم التوزيع على المناطق المجاورة للمصنع، موضحا أن هناك حملات متواصلة من وزارة الصحة للكشف عن مدى نظافة وصلاحية لوح الثلج الذي يصل سعره إلى 7 جنيهات.

 

محمد.. 20 عاما في الكار

 

أما محمد عبدالمجيد، رئيس العمال، فأكد أن صناعة الثلج هي مهنة وحرفة مصرية أصيلة، متواجدة منذ مئات السنوات ولا يمكن الاستغناء عنها حتى في زمن التكنولوجيا والثلاجات والمبردات، موضحا أن هذا المصنع يعمل منذ أكثر من 50 عاما، بكامل كفاءته، ويدعم المنطقة المحيطة ومحال وسط القاهرة بكل ما تريده من ثلوج.

 

30 عاملا.. ورحلة أكل العيش

 

وأضاف "محمد"، أن يعمل في هذا المصنع منذ 20 عاما، ويشرف على عمل أكثر من 70 عاملا خلال ورديتين، لافتا إلى أنهم ينتجون حوالي 9 آلاف لوح يوميا، لافتا إلى أن  اللوح الواحد يصل وزنه إلى 25 كيلو.

 

 

سوق العبور.. ومحال الأسماك

 

وأوضح أن ما يميز اللوح النظيف عن غيره، هو نصاعة لون اللوح، أما النوع الفاسد فيكون، موضحا أن أبرز زبائنه تجار الخضار بسوق العبور، ومحال العصير والأسماك ومحال الجزارة وبائعو المشروبات في الشوارع ومشروعات الشباب الصغيرة، كما تشتريه "ربات البيوت" في حالة تعطل ثلاجتهم.

واختتم حديثه معنا بابتسامة هادئة، قائلا: "زورونا كل صيف، عندنا تكييف رباني، ونحمد ونشكر ربنا على اللي جاي".

 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة