محمد الشماع
محمد الشماع


يوميات الأخبار

وثيقة زواج ثلاثية الأطراف!

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 03 سبتمبر 2019 - 06:56 م

 

«محاولة الخروج بالخلاف السياسى إلى ساحة الدين هو انحطاط فى الفهم وانحطاط فى السلوك وهو داء قديم لم يبرأ منه الإخوان المسلمون.

لنا كل الحق فى أن نختلف وفى الاختلاف إثراء للنقاش الوطنى. وفى الاختلاف تغليب للمصلحة العامة والاختلاف واجب، مادامت غايتنا هى مصلحة الوطن والمواطن شرط أن يكون الاختلاف سياسياً لايتعرض للمساس بالاشخاص ولا لما هو معلوم من الدين بالضرورة.
والخروج على هذه الثوابت هى جعجعة وثرثرة تفقد الحوار الوطنى احترامه لكى تتحول المسألة إلى هرتلة لا تليق بنا، اقول قولى هذا تعليقا على الانتقادات التى وجهتها بعض القنوات الفضائية للقرار الخاص بإزالة مسجد يعترض انشاء محور المحمودية، فالمعلوم ان مصالح العباد مقدمة، والمعلوم ايضا ان الارض كلها مسجد وطهور وأننا نستطيع أن ننتقل بمساجدنا فى أى بقعة ونقيم صلاتنا ولا توجد قداسة لبقعة غير البقعة التى اقيم فيها المسجد الحرام والاخرى التى اقيم فيها المسجد الاقصي، وما عدا ذلك فكل الارض سواء وكل المساجد سواء، إلا ما كان منها مسجد ضرار لايصح ان تقام فيه الصلاة، وتلك ثوابت معلومة من الدين بالضرورة لأن الصلاة لله وليست للمسجد، يستوى فى هذا مسجد اقيم فى طريق المحمودية أو فى طريق الساحل الشمالى مادامت مصلحة الناس تقتضى نقل المسجد من مكان الى آخر لانشاء طريق يحقق المنفعة العامة فإن هذه الازالة هى واجب، لأنه وللمرة الثانية لاقداسة لهذه البقعة. أو تلك.
ومحاولة الخروج بالخلاف السياسى الى ساحة الدين هو انحطاط فى الفهم وانحطاط فى السلوك وهو داء قديم لم يبرأ منه الإخوان المسلمون بعد وهم يستحضرون الدين لتحقيق غاياتهم فلماذا لم يتم استحضار الدين حينما كان التيار الكهربائى ينقطع عن الناس عدة ساعات وعدة مرات فى اليوم فترتبك المصالح وتتعطل دائرة الاقتصاد.
ولماذا لم يتم استحضار الدين حينما حدث نقص فى البنزين والسولار وكانت الطوابير تمتد ساعات امام المحطات وارتكبت جرائم قتل حينما كان الناس يتصارعون على الوقود.. أكان هذا فى الدين؟! أم كان هذا فى الاقتصاد الاسلامى الذى ازهقوا به أرواحنا، ثم حينما صعدوا إلى السلطة بالتدليس الذى بدأت تتبين وقائعه هذه الايام اذ بكل دعاواهم على الاقتصاد الاسلامى تتبخر ويختفى شعار الاسلام هو الحل، بل تتعقد احوال الناس وتتعثر الحلول لعل هذا اوضح مثال على انهم يمتطون الشعارات الدينية ويخادعون الله ويخادعون الشعب، ومايخادعون إلا انفسهم.. فقد لفظهم الشعب بإجماع لم يحدث من قبل.. لقد انتهى الدرس ايها الاغبياء ولامجال للمزايدة الدينية علينا، ولعلى أزيدكم من الشعر بيتا فأقول أن الانصار جمعوا مالا وذهبوا الى رسول الله كى يعيد بناء المسجد النبوى عليه صلوات الله وسلامه.. فقال الرسول  الى متى نصلى تحت هذا الجريد؟.. ثم قال عليه الصلاة والسلام: «عريش كعريش موسى» ورفض تجديد المسجد، وكذلك فعل ابوبكر وعمر فلما جاء عثمان هدم المسجد واعاد بناءه واضاءه بالقناديل. فقال على بن ابى طالب: أناره عثمان نور الله له قبره.. نعم البدعة هى لاحرج فى الهدم والنقل والتوسعة بما يحقق مصلحة الناس، فالدين لله وليس للمساجد وكفاكم جعجعة جوفاء.
جرحا لمشاعر المرأة!
صرخة امرأة بل هى صرخات سيدات فاضلات يرفضن جرح مشاعرهن وكبريائهن بملازمة ذكرى غير سعيدة تخلصن منها بالفعل واصبحت ماضيا قد قطعه الله بغير رجعة، وهى باختصار مشكلة ذكر اسم الزوج السابق للمرأة فى وثيقة زواجها بآخر غير زوجها الاول الذى طلقت منه.. فيظل اسمه شبحا ملازما لها طوال الوقت مع انها قطعت هذه الصفحة من تاريخ حياتها، لأن مجرد وجود اسم الزوج فى وثيقة الزواج يؤلم مشاعرهن بماض يرغبن فى الخروج من أسره ويرفضن استدعاءه من الذاكرة بأى شكل.
حينما تنهى المرأة زواجها من زوجها لأى سبب من الاسباب  وتبدأ حياة جديدة مع زوج آخر تكتشف أن أول صفحة فى حياتها الزوجية الجديدة لابد أن يسطر فيها آخر سطر مؤلم من حياة رفضتها وقررت التخلص منها لتصطدم بوثيقة زواجها الجديد تحمل اسم الزوجين معا.. لماذا؟
علما بأن الرجل لايذكر له أى زيجة سابقة فى وثيقة الزواج ولايذكرأنه مطلق او ارمل أو مخلوع.. وثيقة الزواج هى عقد بين اثنين.. الزوج والزوجة.. وليست عقدا بين ثلاثة.. الزوج الحالى والزوجة والزوج السابق!
معادلة انسانية صعب الجمع بين عناصرها الثلاثة. والزواج السابق يمكن توثيقه فى سجلات المحاكم فقط، ولايصبح متداولا فى الوثائق التى يتم التعامل بها مع المؤسسات والجهات الرسمية والوظيفية لما تسببه من جرح لمشاعر المرأة وايضا لزوجها الحالى.
لقد حصلت المرأة على حقوق كانت صعبة المنال على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والفكرية، ترجو المرأة المصرية ان تضيف اليها البعد النفسى من المساواة مع الرجل فى عدم ذكر حالته الاجتماعية فى وثيقة الزواج فى زواجه الثانى أو الثالث أو ان الزوج لم يسبق له الزواج أو مطلق أو أرمل، وحذف بند مطلقة من بطاقة الرقم القومى لما تسببه من متاعب نفسية من نظرة المجتمع للمطلقة والاكتفاء بحذف اسم الزوج الذى طلقت منه. هذه الصرخات نضعها امام المجلس القومى للمرأة لرفع هذا العبء النفسى عن المرأة المصرية ولتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، ورفع هذه المعاناة التى تكبل حركة المرأة خاصة وان القيادة السياسية تنادى بتمكين المرأة ومنحها حقوقها كاملة حتى تؤدى دورهافى المجتمع كاملاً غير منقوص!
حق انتفاع للموتى!
من الممكن تطبيق نظام عقود حق الانتفاع عند استئجار قطعة أرض لاقامة مشروع تجارى أو وحدة سكنية للاقامة أو شاليه للمصيف لعدة سنوات ثم تنتهى بعد ذلك مدة العقد وكل طرف «يشوف حاله». لكن اغرب حالة عقد انتفاع هى ما تطبقه وزارة الاسكان التى أقامت 1200 مقبرة فى مدينة العاشر من رمضان بسعر المتر ثلاثة آلاف جنيه، وحددت سعر المقبرة للمقيمين بالمدينة 55 ألف جنيه وللمغتربين 130 ألف جنيه لمساحة 40 مترا، وان المقبرة ليست تمليكا ولكن «حق انتفاع» لمدة عشرين عاما فقط!!
طيب وبعد انتهاء هذه المدة.. الموتى الموجودون نوديهم فين.. هل نبحث لهم عن مقابر أخرى عشان ندفنهم فيها، أم نعيدهم لأسرهم وذويهم عشان يشوفوا لهم صرفة! ألهذه الدرجة يتم اهانة الموتى!!.. اعرف حالات لاشخاص كانوا ملء السمع والبصر وتوفوا ولم تجد لهم اسرهم مدفنا وظلوا بمنازلهم جثثا لأكثر من يومين للبحث عن مدفن يقبل اصحابه الدفن فيه وهناك قصص وحكايات عن معارك بين بعض الأسر التى رفض بعضها دفن أقارب لهم بسبب مشاكل عدم المشاركة فى تكلفة المدفن أو الميراث أو لمشاكل اجتماعية أخرى.. بدلا من ان تتدخل الحكومة لتوفير مقابر أدمية لمن ليس لهم مدافن وحل هذه الازمة بعد ان انحصرت أماكن تواجد هذه المقابر وأصبحت جزءا من المشكلة!! الأولى بالحكومة أن تقيم مدافن للفقراء الذين ليس لهم عائل أومعين وغير قادرين على شراء مدفن.. الشىء الغريب ايضا ان البعض استغل المشكلة وقاموا بتحويل مساحات من الاراضى اغلبها زراعية دون تخطيط الى مدافن وحققوا ارباحاً خيالية!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة