عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

محفوظ وتسديد الخانات!

عمرو الديب

الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 - 10:52 م

 كوميديا من النوع الأسود سيطرت على أجواء الاحتفاء بالذكرى الثالثة عشرة لوفاة أديب مصر الفذ نجيب محفوظ، على الرغم من أن صفحة الأدب دعت قبل أسابيع إلى ضرورة أن نحيط ذكرى مبدعنا العظيم بحفاوة تليق به، وبوطننا الذى لا يسقط نجباءه من ذاكرته، ولا يعامل أبناءه المبرزين بالجحود والنكران، وقد نوهنا فى صفحة الأدب فى الأسبوع الماضى بأن ذكرى الرحيل تحل بعد ساعات، وتمنينا أن نرى اهتماما واحتفاء من مؤسساتنا الثقافة القومية ومنصاتنا الإعلامية بأحد ضمائرنا الخالدة، ولكن للأسف بدا الأمر وكأنه تسديد للخانات، ومحاولات عقيمة لإحيائها بصورة مملة مكررة، وعلى مدى يومى الجمعة والسبت الماضيين ظهرت على استحياء ، محاولات للاحتفاء بذكرى الأديب الفذ، فعلى مستوى مؤسساتنا الثقافة القومية عقدت عدة ندوات وبعض الفعاليات الزائفة حول حائز نوبل العرب، فى الإسكندرية والأقصر وطنطا والسويس إضافة إلى ندوة فنية فى القاهرة، ومعرض فى متحفه، والمسألة كم من غير كيف، ودمتم، وتعيشون وتتذكرون، ألم تسدد الخانات؟، وجرى تسجيل الأنشطة فى الدفاتر؟، ولا يهم الأثر ولا قيمة ما جرى، أما على مستوى المنصات الإعلامية، فلم يخرج الأمر على تسديد الخانات وتحصيل الحاصل، وإحدى الفضائيات ـ للأسف ـ انجرفت إلى تقديم نكتة سخيفة ومحاولة رديئة أشبه بالكوميديا السوداء، حيث استضافت أحد المرتزقة من أهل «السبوبة» ليتحدث عن أسرار حياة محفوظ على رغم من أنه لم يلتق به، ولو مرة واحدة فى حياته، ويرجح جهله الفادح الفاجع المعروف عنه أنه لم يقرأ له إلا القليل، إذا كان قد قرأ هذا القليل، ومع ذلك وبصفاقة عجيبة وبتبجح بغيض راح يتحدث عن حياة الأستاذ موردا معلومات غير دقيقة، ومنها أن محفوظ لم يرو قصة حياته، والحقيقة أنه فعل ذلك فى حلقات متلفزة، ولكن أنى للجهول أن يعلم، وبدا الأمر وكأننا نهين ذكرى نجيب محفوظ حين استضفنا ذلك المرتزق، وتركنا النقاد الكبار والتلاميذ المخلصين من حرافيش محفوظ المقربين، لقد ظهر الأمر فى تلك الفضائية وقد تحول الاحتفاء إلى ازدراء، حين يكون أهل السبوبة هم من نرجع إليهم ليحدثونا عن واحد من ضمائرنا الحية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة