ميرفت شعيب
ميرفت شعيب


عطر السنين

الساعة السكانية مازالت تدق

ميرفت شعيب

الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 - 11:13 م

مازالت الساعة السكانية تدق محذرة من خطر الانفجار السكانى الذى يهدد بابتلاع كل ثمار التنمية فمعدل الزيادة السكانية السنوية يزيد عن معدل النمو الاقتصادى وهى معادلة صعبة تواجهها الدولة ولابد من التصدى لها بكل حسم وباستخدام وسائل غير تقليدية، إن التفكير خارج الصندوق هو الحل الذى ننتظره بعد فشل كل الخطط التى جربناها منذ عقود مضت ولازال بعضنا يذكر إعلانات (حسنين ومحمدين) التى كانت تذاع فى التليفزيون وكم لاقت من سخرية ففشلت فى إقناع سيدات مصر بالكف عن إنجاب الكثير من الأطفال والاكتفاء بطفلين ولكننا لم ندرس لماذا فشلت هذه الحملة هل لأنها لم تتوجه للجمهور المستهدف؟ أم لأنها استخفت بعقول هذا الجمهور؟ وهل هناك دراسات تبحث مدى استجابة أهل الريف والصعيد والقرى الأقل فقرا كيف استجابوا لهذه الحملات وهل اقتنعوا بأن طفلين فقط يكفيان حتى يمكن تربيتهما بشكل أفضل صحيا وتعليميا فينشأ الطفل سليما معافى نفسيا وجسديا ويصبح مواطنا صالحا ويمثل إضافة لبلده. لابد قبل توجيه حملات تنظيم الأسرة من تحديد الفئة المستهدفة لتحديد اللغة التى تناسبهم وهذا ما اهتمت به الحملة الجديدة (أبو شنب) التى يقدمها الفنان أكرم حسنى والتى يخاطب فيها أهل الريف بأسلوب كوميدى ودون أن يتعالى على جمهوره أو يقدم لهم نصائح جافة ومباشرة تنفرهم من الإعلان لكن أبو شنب أذيع لفترة قصيرة ثم توقف فلعل المانع خير فالتليفزيون يتقاضى مبالغ كبيرة عن الإعلانات حسب مدة الإعلان بالثانية وحسب وقت الإذاعة وهذا منطقى ولكن لا يجب المساواة بين الإعلانات التجارية أو التى تخاطب النخبة الاقتصادية وبين الإعلانات الاجتماعية والخيرية ومنها إعلانات تنظيم الأسرة لأنه هدف قومى لابد أن يعمل الجميع لأجله وإلا متى نتكاتف ونتحد إن لم يكن وراء القضايا المهمة التى تهدد مستقبلنا لأنها تمتص عائدات التنمية وتؤخر إحساس المواطن بثمارها وعلينا أن نستغل الشباب الذين يمثلون أكثر من 60% من السكان فنحن مجتمع شاب وهى ميزة مهمة لو أحسن استغلالها، الحقيقة أن موقف الأزهر الشريف وعلمائه الأجلاء واضح ومشرف فقد أقروا منذ سنوات طويلة أن تنظيم الأسرة حلال وأنه لا يعنى تحديد النسل وكان لهذه الدعوة فى المساجد الصغيرة والزوايا مردود قوى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة