علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

لماذا يرتفع منسوب العنف؟

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 04 سبتمبر 2019 - 11:16 م

 

السلوك الإنسانى ظاهرة مركبة، ربما إلى حد التعقيد، لكن ذلك لا يعنى التعامل مع بعض السلوكيات بمنطق الأمر الواقع، أو كما يجنح الكثيرون إلى أن المسألة تدخل فى حيز القضاء والقدر.
يحتدم النقاش، أو تعلو الأصوات ثم تمتد الأيدى لتتشابك، أو يبلغ الحال مبلغا خطرا، فيتناول شخص اقرب ما تصل إليه يده ويهوى به على رأس الآخر، أو يطعنه، ليفاجئك من يدعى القدرة على تحليل أى حدث، بأنه ليس غريبا أن نرى تجليات العنف بهذه الكيفية، إذ أصبح عاديا أن يزهق أب روح ابنه، أو أن يلجأ أحد الزوجين للجريمة لفض «الشراكة» التى قد تمتد عقودا، أو... أو... وقارئ صفحات الحوادث بات معتادا على قراءة أخبار الجريمة العائلية، أو جرائم العنف بين من لا يعرفون بعضهم، ولكن الصدفة ساقت سىئ حظ لملاقاة من لا ضمير له أو لا يقدر على كبح انفعالاته!
«هذا حالنا».. أو «ذاك نصيبه وقدره»، هكذا يصدم سمعك مثل تلك التبريرات الخائبة التى تساهم بوعى أو بدونه فى تفاقم ممارسات العنف، حتى كادت أن تكون أحد ملامح المشهد فى المجتمع المصري، والمأساة أن يعتاد الناس على العنف!
لابد أن يكون الرد الحاسم، ان ما يحدث لا يمكن أن يكون «عاديا».
من ثم فإن إجابة السؤال المطروح فى العنوان يجب أن تتناسب مع خطورة الظاهرة وتعقيداتها، والعديد من الروافد والعوامل التى صنعتها، وساهمت فى ازدهارها للأسف الشديد.
المسئولية فيما يتعلق ببحث أبعاد الظاهرة مهمة مراكز البحوث المتخصصة التى تزخر بعلماء من الوزن الثقيل، ولا أظنهم غافلين عما يدور، إلا أن معظم جهودهم يكون موضعها الرفوف والأدراج ليأكلها التراب ليتفشى العنف - بدوره - فيلتهمنا.
ثم إن عدم احترام القانون، ودور المؤسسات المعنية بإنفاذه يمثل خطرا ماحقا على أمان المجتمع وسلامة أفراده، فأن يقرر صاحب حق أن يأخذ ما يراه حقه بذراعه، أو باللجوء لبلطجية مثلا، يعنى أننا نتحول من مجتمع إنسانى لابد أن تحكمه قواعد قانونية صارمة، تسهر على تطبيقها هيئات لا وظيفة لها سوى ذلك، إلى واقع أدنى من الغابة، إذ أنه حتى تلك الأخيرة تحكمها قوانين، صحيح لا تصلح للتطبيق على البشر، إلا أن هؤلاء يستدعون أسوأها لتحكم العلاقات بينهم!
حضور القانون، واحترامه، وفرضه من الدولة وحدها، كمحتكرة لأدوات القوة فى المجتمع، كفيل بالسيطرة على فيضان العنف الذى بات يجتاحنا.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة