الخميس، 05 سبتمبر 2019 - 06:19 م

قال الرئيس الأمريكى «ترامب» أن البلاد لديها أزمة ثقة مع مكتب التحقيقات الفدرالى الذى وصفه بأنه وكالة تنفيذ القانون الأولى فى أمريكا!!
والحقيقة أن الثقة المفقودة هنا هى بين الرئيس ترامب نفسه ومكتب التحقيقات الفدرالى منذ أن بدأ فى التحقيق حول حكاية التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة التى أوصلت ترامب للبيت الأبيض. وهو الأمر الذى أدى إلى إقالة رئيس الوكالة السابق جيمس كومى قبل عامين، وإلى صراع لم ينته حتى اليوم ولم تغلق ملفاته بالكامل للآن!!.
والمشكلة الأكبر أن هذه ليست أزمة الثقة الوحيدة بين ترامب وأجهزة الدولة فى أمريكا. هناك أزمة ثقة تتزايد بين ترامب وبين البنك المركزى (الفدرالي)الأمريكى ورئيسه وخلافات لا تنتهى حول الادارة المالية للبلاد وصلت لحد أن يتهم ترامب رئيس البنك بأنه أكثر عداء من رئيس الصين!!
وهناك أزمة ثقة مع المخابرات المركزية لم تنته بتعيين قيادات جديدة لها. واذا كان «ترامب» قد استخدم سلطاته فى تأمين الأغلبية اليمينية فى المحكمة العليا، وفى حشد أنصاره فى عدد من مراكز صنع القرار.. فقد بقيت أزمة الثقة بينه وبنى مجلس النواب بأغلبيته الديموقراطية مع مخاطر اتخاذ إجراءات محاكمته برلمانيا. والأخطر هو بقاء أزمة الثقة (بل وتزايدها) بينه وبين الصحافة والاعلام حيث تتخذ معظم الصحف وقنوات التليفزيون المؤثرة موقفا معارضا لمعظم سياسات ترامب الذى لا يتوقف ـ من جانبه ـ عن توجيه الاتهامات لصحف أمريكا الرئيسية بأنها تقف ضد المصالح الأمريكية وأنها تتخذ ـ والعياذ بالله ـ مواقف يسارية!!
أزمات الثقة لا تأتى فقط من شخصية ترامب المثيرة للجدل، وإنما ايضا من أنه رئيس قادم من خارج السلطة، وفى مجتمع منقسم على نفسه كما لم يحدث من زمن طويل، ومع أزمة يبدو أنها لن تجد طريقها للحل قريبا.