جمال أسعد
جمال أسعد


قضية ورأى

الإرهاب وقبول الآخر

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 05 سبتمبر 2019 - 06:47 م

 

جمال أسعد

دائما ما يضع الرئيس السيسى قضية تصحيح الفكر الدينى على قائمة اهتماماته وذلك ادراكاً منه لأهمية هذه القضية،حيث أن الفكر الدينى هو فكر البشر فى تفسير النص الدينى،أى ان هذا الفكر هو انتاج بشرى ليس مقدسا ويحتمل الصواب والخطأ كما انه يرتبط ويتأثر بالزمان والمكان وبالظروف الاجتماعية والعلاقات الإنسانية والاطروحات الفكرية التى تربط البشر فى ظروف لها خصوصيتها،كما ان الموروث الدينى المتواتر، الذى كان ابن زمانه ونتاج مكانه، كثيراً ما يؤثر على هذا الفكر الدينى،وهذا الفكر الدينى يشكل الوعى الجمعى لأصحاب هذا الدين،أى دين، سواء كان وعياً سلبياً أو إيجابياً.
وحيث أن الدين من اهم المعتقدات التى تحدد مسار الانسان منذ ولادته إلى ما بعد موته فاصبح كثيراً ما تنسحب قداسة الدين إلى الفكر الدينى،وهنا حدث الخلط بين الدين الذى هو نص مقدس وبين الفكر الدينى الذى هو اجتهاد بشرى، والمقصود هنا ان يكون الفكر الدينى شارحاً ومفسراً وراشداً للمقاصد العليا للدين، تلك المقاصد التى كرمت الانسان وميزته،والانسان هنا مطلق الانسان، ولذلك يصبح الهدف هو قبول الآخر الدينى وغير الدينى مع حق الايمان بالحقيقة المطلقة لكل صاحب دين بدينه وعقيدته،وهذا الحق بالإيمان هو حق لصاحب كل دين، حيث ان الاديان مصدرها واحد وربها واحد ومقاصدها واحدة،ولذلك فهذا الهدف السامى والعظيم لا يتحقق بغير الايمان بالدين مع قبول الاخر لان هذه مقاصد الله وارادته فى التعددية وذلك التنوع وذاك الاختلاف. وبدون قبول الآخر لن يكون هناك حوار وبدون حوار لن يكون هناك توافق وبلا توافق لا يكون هناك انتماء وبلا انتماء لا يوجد توحد وطنى وبلا توحد لن توجد مواطنة ولا حقوق ولا قانون،وعلى ذلك وإيمانا به رأينا الرئيس السيسى فى الاحتفال بليلة القدر الاخيرة يلخص هذه القضية تلخيصاً عبقرياً يؤكد ايمانه الدينى الصحيح وقبوله للآخر تحقيقاً لدولة المواطنة فقال «لابد من اهمية اعلاء لغة الحوار واحترام الاخر والايمان بحق الاختلاف والتنوع وترسيخ اسس المواطنة والعيش الانسانى الكريم المشترك لتحقيق الامان والسلام للجميع».. فالتنوع والاختلاف هو سر الحياة واكسير وجودها،كما ان الله هو الذى اراد هذا التنوع،فلا حياة ولا تقدم بفكر واحد ورؤية واحدة فمقابل ذلك جمود الفكر وخمول العقل،ولذلك لابد من تصحيح الفكر الدينى حتى نقبل الآخر ونتوحد لمواجهة الارهاب الاسود الذى يدفع ثمنه الجميع بلا استثناء وحتى نؤكد المواطنة فى دولة ديمقراطية مدنية تكون ملكا لكل المصريين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة