أحمد عباس
أحمد عباس


تساؤلات

يا فضيلة الإمام.. يا معالى الوزير

أحمد عباس

الخميس، 05 سبتمبر 2019 - 06:49 م

 

 أكتب إلى فضيلة الامام الأكبر العلامَة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر ومعالى وزير الأوقاف.
والحمد لله أننى لم أزل أحمل قلمى وأوراقى..
 يا إمامنا .. يا معالى الوزير: فى صلاة الجمعة الماضية، بينما كنت جالسا أسبح وأستغفر فى الجامع الكبير بالمنطقة، أحاول الاستفادة من خطيب وقف على منبر، يقول ما أفاض الله عليه به وأحسن تحضيره، تبينت فصحته بينما كان ينقل عن «عنعنات» كثيرة.. كنت أتابع أحوال القاعدين فى انتظار إقامة الصلاة، فى مشهد أصبح لا يتكرر إلا نهار كل جمعة..
الأطفال ضاجرون من طول الانتظار، والكبار ينتظرون الانصراف، والأجداد جالسون.
 غفوت على وضوء، مستقبلا للقبلة وفى رحاب ذكر الله طامعا فى صدق النية، رأيت فيما يرى النائم، أن الحدائق المحيطة بالجوامع الكبرى تحولت لملاعب رياضية محترفة، لا تندات حديدية بمراوح أفقية تتكلف ألوفا كثيرة من جيوب المتبرعين، لاستيعاب المنتظرين فقط للصلاة فى جمعة كل أسبوع، رأيت غرف المساجد الجانبية تحولت إلى مدارس حرف للشباب والأمهات والرجال أيضاً. رأيت حضانات رعاية أطفال، ومشاغل تعلم النساء صنعة، رأيت حدائق خضراء تزهر وتصدر انتاجها من النباتات للسوق، فتفتح بيوتاً للمسلمين، رأيت مراكز صغيرة على أطراف سور المسجد لتعليم اللغات الأجنبية وصناعة أفلام الكارتون، ومهارات الكمبيوتر، تعرف المسلمين الفرق بين التفتح والانغلاق، لا بسعر زهيد ولا مجانا، ولكن بمقابل مادى قيم، ولتديره مؤسسات حكومية، أو حتى تتأسس شركات خاصة ولإيجاد شكلا جديدا من الاستثمار للمسلمين، ولا أقول تديره جمعيات شرعية أو كيانات مشبوهة.
رأيت الجوامع عامرة بالمسلمين، لا بالقاعدين، والمنُتظرين، رأيتها منارات تعليم صنعة، وملاعبها تصنع من أبنائنا أبطالا رياضيين، وليكن ملعبا واحدا فى ساحة كل جامع يمارس رياضة وحيدة ويتخصص بها، وتشرف عليها وزارة الشباب والرياضة.
 يا فضيلة الامام أليس ذلك تعميرا لبيوت الله، أليس المسلم القوى خيرا وأحب إلى الله من المسلم الضعيف، أليس المسلم الواعى المتعلم المستنير أحب إلى الله من المسلم الجاهل. الناس تمل التلقين، والتحفيظ ولم نعد فى حاجة إليه، نحتاج التواصل مع أجيال جديدة لا علاقة تربطها ولاتعرف عن الجوامع شيئا الا الانتظار لصلاة جمعة كل أسبوع. يا فضيلة الامام.. قصصت عليك رؤياى، فافتنى انى اراك من المُحسنين.
وأخيرا.. أشهد الله أنى أحبك فى الله يا فضيلة الإمام.
 علمنى صنعة
 ولما فقدت القدرة على التمييز بين الحلم والرؤيا، فتحت عينى على خبر رأيته تعويضا إلهياً، فكان خبرا منسوبا لوزارة التربية والتعليم يعلن عن فتح أول مدرسة لتعليم صناعة المجوهرات والحُلىَ، ووالله أنه خطوة على طريق طويل ، لاحياء الصنعة، وتخريج شباب يعرفون كيف يكسبون قوتهم بمهارة وفن، ليس كسبا «وخلاص».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة