إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

التوك توك

إيمان أنور

السبت، 07 سبتمبر 2019 - 06:26 م

خلال زيارة للهند فى عام ٢٠٠٧ رأيت هذه الدراجة البخارية المغلفة كعلبة الكرتون تزحف كالثعبان فى شوارع وحوارى وأزقة مدينة دلهى العاصمة القديمة لبلاد العجائب.. كوسيلة نقل للفقراء نظير مبالغ زهيدة بدلا من التاكسى باهظ الثمن.. ويقودها سائقون اغلبهم حفاة!.. لم يكن مصرحا لهذه «الصفيحة « التجول فى دلهى الجديدة او نيودلهى لما تحدثه من ارتباك وفوضى فى الشوارع.. وعندما سألت عن هذا الشىء العجيب قيل لى إنه «توك توك».. وإنهم فى الهند يصنعونه محليا ويستخدمونه فقط فى المناطق المعدمة لرفع المعاناة عن كاهل الغلابة بوسيلة تنقل ربما تحقق راحة لهم.. بصراحة لم أستسغ هذا الكلام ودهشتنى هذه البسكلتة او قل هذا المتورسيكل البدائى جدا فى مجتمع ودولة مثل الهند تعد من الاقتصادات البازغة وصاحبة التقدم التكنولوچى والمعلوماتى الواعد وتضم عقولا عبقرية فى تقنيات البرمجة وعلوم الكومبيوتر.. وأحدث مصانع وخطوط انتاج السيارات العالمية.. والقطارات والمونوريل فائق السرعة.. وأضخم انتاج سينمائى فى مدينة بوليوود.. هالنى أن أرى هذا المجتمع المتناقض بين العقول المستنيرة المتفتحة سابقة عصرها وبين الجهل والانغلاق على عادات وطقوس ارتشاف شاى الماسالا المطهو على السبرتاية والنوم فى عشش من صفيح.. عجبت لهذا التقدم والثراء الفاحش وتلك البدائية والفقر المدقع!..
لم تمر بضعة شهور الا ورأيت التوك توك المذرى فى مصر.. بينما علمت انه تم وقف إنتاجه فى بلاده الأصلية الهند !!.. سبحان الله هو احنا ماناخدش من المجتمعات الا أسوأ ما فيها !؟.. طبعا لم ينتقل هذا «الكائن» العجيب بمفرده بل اصطحب معه كل فوضاه وسلبياته ونقلها إلى مجتمعنا مع شوية ابداع مصرى مميز من الانفلات وعدم الأمان والبلطجة.. فكلما مررت بشوارع بها توك توك كان يصيبنى الخوف والهلع ويتملكنى شعور بان الداخل مفقود والخارج مولود!..
اخيراً.. صدر قرار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ليخلصنا من هذا الكابوس الذى يحد من بعض الفوضى فى الشارع المصرى بإحلال واستبدال ظاهرة التوك توك بسيارات مينى فان مرخصة آمنة.. اللهم لك الحمد والشكر!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة