إلهام أبوالفتح
إلهام أبوالفتح


لحظة صدق

فاروق حسنى.. كان ومازال !

بوابة أخبار اليوم

السبت، 07 سبتمبر 2019 - 06:32 م

إلهام أبوالفتح

تحويل المتحف المصرى فى ميدان التحرير إلى أكبر وأعظم اكاديمية لدراسة علم المصريات فى العالم هو واحد من اهم الاقتراحات التى اطالب بتنفيذها فورا لأهمية المكان واهمية وجود اكاديمية بهذا المستوى فى مصر لدراسة علم جذوره مصرية وهو منتشر فى العالم كله وله عشاقة ودارسيه وخبراؤه.. هذا الاقتراح قاله الفنان العالمى فاروق حسنى فى حوار مع الاعلامى الكبير حمدى رزق وأنا اضم صوتى إلى صوته، فالمكان تاريخى ولو تحول إلى متحف آخر لن يكون له قيمة فى ظل وجود المتحف المصرى الكبير.
وفاروق حسنى وزيرالثقافة الأسبق شخصية لها بصمات كثيرة على الثقافة المصرية ووجه مصر الحضارى والجمالى، شاهدت حديثه المهم أول أمس تحدث فيه عن الذوق المعمارى وتراث مصر ومستقبل السياحة بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير،
والحقيقة اننى تعاملت مع فاروق حسنى عن قرب لسنوات طويلة حتى قبل ان يكون وزيرا للثقافة فهو شخصية متفردة، فنان بمعنى الكلمة، مثقف كما يجب أن يكون المثقف، له رؤية خاصة نذر نفسه لتنفيذها، وظل ثابتا على مواقفه من قيم الجمال والذوق العام، واستطاع أن ينقل الثقافة المصرية إلى مرحلة اخرى أثناء توليه وزارة الثقافة ولم يتوقف عن العطاء.. فاروق حسنى كان ومازال هو أحد المثقفين الكبار فى العالم العربى وعلى المستوى العالمي
 فى حديثة للزميل حمدى رزق وضع يده على نقاط كثيرة كالطبيب الذى يشخص حالة المريض ويعطيه الدواء واقترح اقتراحات أرى أنها قد تحدث طفرة فى الحياة الثقافية فى مصر وهى جديرة بالبحث والتأمل
وكان من أهم ماقاله فى رأيي هو ماطرحه عن تحويل مبنى المتحف المصرى فى ميدان التحرير إلى أعظم أكاديمية لدراسة علم المصريات فى العالم يمكن أن تدر ربحا وتخلق مستوى عالميا.
وتحدث عن العمارات الشاهقة التى أصبحت بمثابة عشوائيات الأغنياء.. وقد كان فاروق حسنى طوال عمره حريصا على إبراز جمال المدينة والحفاظ على سماتها. وظلت رؤيته الثابتة أن الفن هو بصمة التاريخ، وأن لكل مدينة شخصية مستقلة، وطابعا جماليا خاصا بها، فالجيزة مدينة النخيل، والقاهرة المميزة بمبانيها القديمة، وكان الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك، ينبهر بها ويخصص جزءا من وقته لتأمل طابعها المعمارى فى أوقات زيارته للقاهرة، وعبر الفنان الكبيرعن حزنه الشديد وهو يتلقى خبر هدم 120 ألف فيلا وقصر فى محافظة القاهرة من أجل بناء عمارات سكنية بدلا منها، ووصف ذلك بأنه جريمة فى حق الحضارة المصرية،
أشهد أن هذا الرجل كان يضع كرسى الوزارة فى كفة والارتقاء بالذوق العام فى كفة أخرى، وقد أكد ذلك فى حديثه وقال «لم أبحث يوما عن كرسى أو وزارة «.. ولكنى رغم الإمكانيات البسيطة استطعت تحقيق مشروعات ضخمة مثل متحف الحضارة والمتحف الكبير والمتاحف النوعية، ومراكز الإبداع.. ومحكى القلعة الذى كان كان مقلب زبالة «.. وللحق فقد أنشأ فاروق حسنى 150 مكتبة فى القرى والمدن من أسوان حتى الإسكندرية، لكن الإخوان والسلفيين كانوا له بالمرصاد!
حديث فاروق حسني، حديث مهم لفنان متميز عن قيمنا الجمالية وقدراتنا وتراث مصر المعمارى وإمكانياتنا الحضارية وخاصة المتحف المصرى الكبير الذى توقع أنه سيضيف للمتاحف العالمية الكبرى، وسيكون أهم متحف وأعظم مكان على الكرة الأرضية وسيحقق نقلة حضارية، ويغير منطقة الأهرامات ووجه مصر وخريطة السياحة فى مصر والعالم !
تحية لفاروق حسنى الوزير الفنان الذى كان مثالا للمسئول الذى قدم الكثير للثقافة والفن،ولفاروق حسنى الفنان التشكيلى الذى مازال يثرى الحياة الثقافية فى مصر رغم ابتعاده عن المنصب الحكومى وأرى انه خسارة كبيرة للدولة ألا تستفيد بهذه الخبرة وهذه الرؤية وهذه المنظومة المرتبة لقيم مصر الإنسانية والحضارية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة