أكشاك القمامة مشروع ناجح أفشله الروتين
أكشاك القمامة مشروع ناجح أفشله الروتين


أكشـاك القمــامة.. فى خبر « كان» !

محمد العراقي- شريف الزهيري

السبت، 07 سبتمبر 2019 - 07:12 م

 

أفشـلها الروتين وتخبط الإدارة والتعنت


الأهالى: أنهت عصر أكوام القمامة ووفرت فرص العمل ولا نعلم سبب إغلاقها

 

ساعدت فى حل مشاكل القمامة..نجحت فى توعية المواطنين بضرورة الفصل من المنبع..وفرت مصدر رزق لعشرات من المصريين..انهت عصر اكوام القمامة المتراكمة فى معظم شوارع القاهرة، واعادت الرونق الجمالى لها..سهلت الطريق أمام عامل النظافة..واختصرت الطريق لأصحاب مصانع التدوير..إنها اكشاك القمامة.

 

الفكرة  قضى عليها سوء الادارة والتخبط.. الغريب أنه بالرغم من كل هذا النجاح تحولت الان إما اكشاك لبيع الخضار او اغلقت تماماً بالضبة والمفتاح دون سبب مفهوم يبرز أسباب الفشل، بعد ان اصدرت محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارة البيئة قرارات بزيادة الاجور والرسوم او غلق البعض منها، لينتج عن ذلك عزوف الكثيرين ممن اقدموا على المشروع للهرب منها او بيعها او تحويلها لاى مشروع اخر.

 

ويستمر السؤال يفرض نفسه أين ذهبت اكشاك القمامة، ولم لم تستمر برغم نجاحها وانشاء 26 كشكا لشراء القمامة والمخلفات الصلبة،وهل قرار محافظ القاهرة هو السبب ام هناك قصور فى المنظومة نفسها؟

 

«الاخبار» فى السطور القادمة حاولت الاجابه على بعض هذه التساؤلات وقامت بجولة فى شوارع القاهرة لرصد الواقع واستمعت للاهالى وناقشت الخبراء لمعرفة لم فشلت اكشاك القمامة .


البداية كانت فى عام 2017، عندما أعلنت محافظة القاهرة عن فكرة جديدة، مُطبقة فى مختلف الدول الغربية وحققت نجاحا مبهرا فى حل أزمة القمامة، ألا وهى إنشاء أكشاك جديدة، متخصصة فى شراء القمامة بمختلف أنواعها من المواطنين.

 

اعترض عاملو النظافة والزبالين بالقاهرة، ووجدوا فى تلك الأكشاك خرابا لبيوتهم وقطعا لأرزاقهم، وخاصة أن هناك قطاع كبير منهم يعمل فى مجال الفرز وبعد مرور أكثر من عام ونصف على إنشاء هذه الأكشاك، وبعد التوسع فى إنشائها فى عدد من الأحياء، تم إغلاق بعضها دون الإعلان عن ذلك من قبل المحافظة، أو دون الإعلان عن أسباب ذلك، وخلال تلك الفترة.

 

اتهم متعهدو القمامة ونقابة العاملين بقطاع النظافة هذه الأكشاك بالسمسرة، وأكدوا أنها مجرد سبوبة لأحد أعضاء مجلس الشعب يعمل فى مجال تدوير القمامة البداية كانت من جسر السويس وبالتحديد من أمام حديقة بن بندر.. بمجرد ان تصل إلى هناك ستجد اول هذه الاكشاك الذى اغلق تماما بعد ان ساهم بشكل كبير فى حل مشاكل القمامة هناك.

 

وبالصدفة واثناء التصوير التقينا محمد شاهين  كان مستأجر كشك بيع القمامة فقال كنا بندفع 2000 جنيه شهرياً ايجار لكشك القمامة مع العلم ان حركة البيع والشراء كانت ضعيفة جدا مما سبب عبئا علينا فتركنا الكشك لارتفاع ايجاره. ويقول فتحى محمود من سكان المنطقة، : إن هذا الكشك تقريبا مغلق منذ ما يقارب الـ 7 أشهر وفوجئ سكان المنطقة حينها بانه تم غلقه خاصة ان وتيرة العمل به كانت على أعلى ما يكون.


ويضيف أنه كساكن فى هذه المنطقة يتمنى ان يعود مثل هذه الاكشاك للعمل لانها ساهمت فى حل مشاكل النظافة للساكنين هنا وانهت عصر اكوام القمامة وجعلت الجميع يستفيد ساكنا كان ام صاحب الكشك .


روائح كريهة


وبنبرة غاضبة تلتقط منى سعيد طرف الحديث قائلة «هى ليه اصلا اتقفلت ومين السبب والله كانت شغالة زى الفل والناس مبسوطة بيها وسالنا سبب قفلها قالولنا المحافظة السبب وعلوا علينا الإيجار » .


وتضيف ان هذه الأكشاك ساهمت فى حل مشاكل السكان هنا من القمامة التى كانت تسبب روائح كريهة وتشوه من الشكل العام للمنطقة بجانب انها كانت مصدر رزق للشباب الذين تصدروا مشهد إنشاء هذه الأكشاك.


وتوضح أنها تتمنى ان تعود هذه الأكشاك للعمل لانها اولا طورت من ثقافة تعامل المواطنين مع القمامة وجعلتنا نقوم بفصل القمامة من المنبع وافادت السكان ماديا من القمامة الخاصة بها بجانب انها ايضا ساهمت فى نظافة الشوارع والاهم انها وفرت مصدر دخل لكثير من الشباب.


انتشار القمامة


ومن امام حديقة بن بندر إلى باقى احياء منطقة مصر الجديدة «ياقلبى لا تحزن» فالصورة مطابقة ولم تختلف كثيرا، ومعظم الاكشاك رفعت راية «مغلق للعصيان والغضب» ناهيك عن انتشار بعض اكوام القمامة فى الشوارع مسببا الروائح الكريهة وغضب الاهالي.


يقول محمد محمود، من سكان المنطقة،: إن الاهالى فوجئوا ان هذه الاكشاك اغلقت وتعجبوا من طريقة غلقها خاصة انها كانت تجد رواجا بين القاطنين فى جميع انحاء منطقة مصر الجديدة وكانوا يدعمونها بشدة لانها جعلت من القمامة منظومة متكاملة الاركان تساهم فى الاستفادة منها اولا والتخلص منها بامان ثانيا.


ويضيف متسائلا : الجميع هنا يتساءل عن السبب ولا يعرف الاجابه فى يوم وليلة بعد ان كانت هذه الاماكن تضج بالزائرين والعاملون بها لا يجدون الوقت للراحة وجدتها اغلقت وعند محاولة معرفة السبب تارة تكون الاجابة بسبب تعنت المحافظة وتارة اخرى يكون لا جدوى اقتصادية منها.


ويوضح أنه منذ يوم اختفاء هذه الاكشاك عاد الوضع السيئ وانتشار القمامة بشكل مستفز لان هذه الاكشاك كان لها فائدة مزدوجة اولا انها كانت تساعد الاهالى لفصل القمامة الصلبة والتخلص منها باسلوب آمن ثانيا كان القمامة العضوية التى كان يتولاها جامع القمامة ومن هنا لم تكن تتواجد قمامة فى الشوارع.


مصانع التدوير


ويتفق أحمد سعيد، من سكان منطقة مصر الجديدة، مع محمد محمود قائلا» اكشاك القمامة قيمتها كانت كبيرة وساعدت فى نشر ثقافة التعامل مع القمامة والاستفادة منها لاقصى الدرجات ووعت المواطنين بفكرة الفصل من المنبع والتى ينادى بها الجميع.


«ويضيف أن المقصد من قوله ان هذه الاكشاك عموما افادت المناطق التى تواجدت بها اولا لانها جعلت من الشوارع اكثر نظافة واكثر امنا ورقيا ثانيا انها وفرت فرص عمل لانها كانت من فئه المشروعات الصغيرة والمتوسطة .

 

ثالثا وهذا هو الاهم حافظت على عامل القمامة والذى كان يقوم بالفصل بنفسه ويتعرض لاصابات بامراض متنوعة ناهيك على انها وفرت الوقت امام مصانع التدويروبالانتقال من منطقة مصر الجديدة إلى منطقتى النزهة والحسين تنقلب الصورة تماما، فبمجرد ان تصل إلى هناك سيخطف نظرك متعجبا عندما تجد أن هذه الاكشاك تحولت من وظيفتها الرئيسية كـ»كشك» قمامة إلى منافذ لبيع الخضروات، وتقع اسيرا حينها لتساؤلات اين ذهب هذا الكشك ولم تحول من وظيفتها القديمة إلى وظيفته الجديدة.


الخضراوات والفاكهة


«يا فندم احنا رضينا بالهم والهم مش راضى بينا فى الاول لما فتحنا الاكشاك وقالولنا على اكشاك القمامة غامرنا وللحق كانت مغامرة مربحة وكسبنا منها والاهالى دعمتنا وكان فى اقبال وكنا بنشترى القمامة ونبيعها بس بعد فتره بقى لقينا المحافظة بتعلى الايجار وبتقفل بعض الاكشاك» بهذه الكلمات وبنبرة غاضبة بدأ أحمد متولى، صاحب كشك، حديثه للاخبار.


و يوضح أنه بعد قرارات المحافظة الجديدة حاول اصحاب هذه الاكشاك التكيف مع الوضع الجديد والايجارات التى ارتفعت الا انهم فوجئوا ان الامر اصبح غير مفيد ومربح كما فى السابق وانهم يخسرون اكثر مما كان يربحون فقام البعض منهم بغلق هذه الاكشاك او فعل البعض الاخر مثله بتحويلها لمنافذ لبيع الخضروات والفاكهة.

 

ويشير إلى ان بعض الاهالى عندما قام بتحويل نشاطة عاتبته لانه كما ترى عادت القمامة تغزو الشوارع ولكنهم لا يعرفون الخسائر التى تعرض لها ومع هذا يتمنى ان تعيد محافظة القاهرة تقييمها لهذه الاكشاك حتى تعود مرة اخرى خاصة هذه التجربة غير مكلفة وسيقبل عليها الشباب لاننا نحتاج لان يكون هناك نشاط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مثل هذا المجال.


روتين محافظة القاهرة


فى البداية تؤكد د. شيرين فراج، عضو مجلس النواب، أن تجربة اكشاك القمامة كانت تجربة فريدة من نوعها وحققت نجاحات مبهرة اشاد بها الجميع سكانا كانوا او اصحاب لهذه الاكشاك ناهيك على انها حققت المرجو من القمامة للاستفادة منها وتحقيق عائد اقتصادى منها.


وتضيف ان جميع دول العالم تعرف القيمة الاقتصادية للقمامة وتستثمرها على اكمل وجه الا نحن نهدرها ولا نقدر قيمتها على الرغم اننا سنويا نستورد اطنانا منها لاعادة تدويرها او استخدامها فى مصانعنا التى تعمل بالقمامة العضوية .

 

وتشير إلى انها حتى الان تتعجب من الحال الذى وصلت اليه هذه التجربة والتى كانت ستساهم بشكل كبير كما ذكرنا فى حل مشكلة القمامة فى مصر اذا استمرت والاستفادة من مخلفاتنا بطريقة مفيدة اقتصادية من جهه وتعيد الشكل الجمالى لمصر من جهة اخري.

 

وتوضح فراج أن سبب فشل هذه التجربة يعود إلى قرار محافظة القاهرة والتى تخلت عن دعم هذه الفكرة وقامت بزيادة القيمة الايجارية لبعض هذه المنافذ مما أدى إلى تعثر الكثير من مستأجريها وفى النهاية نتج عن غلقهاوتكمل أنها كانت تتمنى لو ان محافظة القاهرة لم تصدر هذا القرار واستمرت فى دعمها لهذه المنظومة والتى كان ستكون ذى فائدة رباعية اولا بدءا من صاحب الكشك والذى بدأ العمل فى مشروعه الخاص وانهت بطالته وثانيا للمواطنين الذين تعلموا قيمة الفصل من المنبع واضحوا يستفيدون من مخلفاتهم ماديا لانهم يبيعون المخلفات الصلبة ومعنويا بسبب نظافة الشوارع.


أما عن الفائدة الثالثة والرابعة فتوضح عضو مجلس النواب: أن هاتين الفائدتين هما الاهم فى هذه المنظومة والفكرة التى لو نجحت لحلت مشاكل النظافة فى مصر خاصة ان المستفيدين فيها سيكون عامل النظافة والذى سيسهل عليه جمع القمامة لان ما تبقى هو القمامة العضوية والتى يتهافت عليها اصحاب مصانع التدوير والمصانع التى تحتاج لهذه النوعية لتوفير الطاقة لها وهما يعدان المستفيدين بعد جامع القمامة وسيقدمان لجامع القمامة نصف راتبه الشهرى بقيمة ايجارية سيتفق هو عليها مع اصحابها والنصف الثانى سيكون من المحافظة والتى ستعطية نسبته من ما يجمعونه من عائد للنظافة من السكان ومن هنا سيكون الجميع مستفيد.


وقال شحاتة المقدس نقيب الزبالين ان الفكرة منذ تطبيقها كان متوقع لها الفشل وذلك لاخراج الزبال من المنظومة واضاف ان تطبيق تلك الفكرة حين ذاك عملت على تشريد جامعى القمامة من الشوارع الذى يبلغ عددهم 3 ملايين شخص.


وقال من يريد تنظيف مصر، عليه أن ينشئ كشكين، أحدهما لشراء المنتجات وتحقيق ربح للمواطن، والآخر لأخذ بواقى المواد غير الصالحة لإعادة التدوير، لأن الزبالين عندما صعدوا الشقق، لم تكن الزبالة وقتها إلا بواقى الأطعمة، والبوابين باعوا الباقى، فما كان من الزبالين إلا ترك تلك البواقى للمواطنين أيضا ليبيعوها، ووقتها كنا نعلم أن مكسب الأكشاك لا يصب لصالح وزارة المالية، أو صندوق تحيا مصر لتطوير العشوائيات لكن للأسف كان العائد بيدخل فى جيوب ناس بعينهم، وهو ما لا يمكن قبوله.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة