جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

نعود للمدرسة.. فهل تعود إلينا؟!

جلال عارف

الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 07:26 م

 

العام الدراسى على الأبواب. كم كانت جميلة تلك الفترات فى أيامنا. سنعود للمدرسة ونقابل الأصحاب ونستمتع بمداعبة الأمل فى التفوق، ونواصل رحلة استكشاف الجديد من المعرفة.
كانت المطالب بسيطة. الملابس الموحدة متوافرة بأسعار معقولة، المجانية حقيقية وما نتكلفه هو ثمن الكراسات والأدوات المكتبية. مدارسنا هى الأرقى لأنها الحكومية بينما المدارس الخاصة لمن تكرر رسوبهم ويبحثون عن فرصة إضافية.
كان هذا قبل أن تنهار منظومة التعليم. وقبل أن يتحول الأمر إلى معاناة حقيقية للأسرة وابنائها، وإلى تبديد لثروة مصر الحقيقية من الاجيال الجديدة.
اصبحت بداية العام الدراسى فى السنوات الماضية امتحانا عسيرا للآباء. مصاريف الدراسة اصبحت مشكلة للفقراء الذين يدفعون القليل وللاغنياء الذين يدفعون عشرات الألوف. تحول الموسم الى سباق للاتفاق على الدروس الخصوصية، وإلى موعد تبدأ فيه معاناة الابناء والآباء بعد أن كان موعداً مع الأمل الذى ينمو بالعلم وبالمضى فى اكتشاف الحياة والتمتع بها.
نحاول الآن تدارك الأمر. ورغم أى اختلافات فى الرؤى، فإن التوافق كامل حول ضرورة الإصلاح وحول اعتبار التعليم المدخل الاساسى للنهوض الوطني. الطريق صعب لكننا بدأنا - على الأقل- فى التعامل مع مأساة الاعتماد على الحفظ والتلقين لندخل مرحلة الاعتماد على العقل وتنمية القدرات ورعاية الموهبة. وبدأنا أيضا فى حصار «السناتر» والدروس الخصوصية وكتب الملخصات.
الطريق صعب لكن الأمل موجود والنجاح ممكن  اذا عادت المدرسة وعاد المدرس معلماً للأجيال. ولن يحدث ذلك إلا اذا عاد التعليم الموحد ليساوى بين الجميع تحت مظلة التعليم الأساسى المجانى الذى لايعرف التفرقة بين تعليم محلى وأجنبى، ولابين تعليم مدنى أو دينى، ولابين مدارس لابناء الأكابر وأخرى لأبناء الكادحين الذين يمثلون الاغلبية الساحقة فى بلادنا.
فليكن العام الدراسى الجديد خطوة على هذا الطريق. وكل عام وأبناؤنا يضربون مواعيدهم مع الأمل، ويفتحون أبواب التقدم بالعلم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة