الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 07:39 م

ما تقوم به الأجهزة المختصة هذه الأيام لاسترداد حق الدولة المنهوب يؤكد أن البلد فيه حكومة قوية وقادرة على إدارة الأمور طبقا للقانون.. قد تكون السنوات الماضية شهدت بعض البطء فى تنفيذ القرارات وأعتقد أن ذلك يرجع إلى عملية ترتيب الأوراق والأولويات ولكننى مازلت أتذكر كلمة قالها أحد المسئولين منذ سنوات وهى أن من أتلف شيئا أو نهب شيئا بدون وجه حق سيدفع الثمن فى الوقت المناسب.. الحكومة تثبت هذه الأيام أن الوقت المناسب قد حان والدليل نجاح قوات إنفاذ القانون فى مداهمة أخطر البؤر الإجرامية والتعامل بكل حسم مع لصوص ومافيا الاستيلاء على أراضى الدولة والتى تقدر بالمليارات.. الرئيس السيسى عندما طالب باسترداد كل شبر من أراضى الدولة استولى عليه البلطجية فى غفلة من الزمن فهو يعرف جيدا أنه يسترد حق الشعب.. ويعرف أيضا أن الدول لا تبنى بالبلطجة ولكنها تبنى بالقانون والعدل والحفاظ على مقدرات العباد.. وبما أن الحكومة عادت بكامل قوتها والحمد لله فعلينا أن نفكر فى إعادة الانضباط للشارع المصرى ووضع خطط حاسمة لمواجهة البلطجة وخاصة فى الأحياء الشعبية التى أصبحت مرتعا للمسجلين خطر.. من حق المواطن أن يسير فى شوارع آمنة بعيدا عن بلطجة سائقى التوك توك والميكروباصات.. لك أن تتخيل أنك تتعرض للبلطجة فى الشارع ولا تجد أحدا يحميك من سطوة سائقى التوك توك وتتعرض سيارتك للتلف وعندما تطالب بحقك لا تسمع إلا كلمة (توكل على الله وروح ربى عيالك).. أعتقد أن هؤلاء أخطر علينا من مافيا الأراضى لأنهم يسلبون حق المواطن على مرأى من الجميع ولا يتدخل أحد لحمايتهم. وأعتقد أيضا أن الحكومة مطالبة باتخاذ إجراءات جديدة لمحاسبة من يبيعون لحوم الحمير للشعب ومواجهة من يستغلون وظائفهم لابتزاز المواطنين.. أعرف أن السلبيات والتلاعب جزء أصيل من سلوك البشر ولكن الدول المتحضرة شرعت القوانين ونفذتها على الجميع لتفرض الانضباط والسلوك المتحضر الذى يضمن للمواطن حياة كريمة.. الشعب سوف يساند الحكومة فى كل قرار جرىء يصب فى مصلحة الجميع.. واسترداد حق الدولة فى الأراضى المنهوبة هو بداية الطريق لاستعادة الحكومة دورها الغائب.. قد نكون نجحنا فى عملية استعادة الأمن وإعادة بناء الدولة المصرية وتطوير بنيتها التحتية ولكن علينا أن نعى أن الحفاظ على كل المكتسبات الجديدة واستعادة الحقوق المشروعة يتطلب يدًا من حديد تنفذ القانون بالعدل والمساواة وإلا سيكون على الدنيا السلام.. وتحيا مصر.