سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

سمعت المطرب «وزة»

سليمان قناوي

الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 08:12 م

علينا أن نعتذر لجيل الأغنية الشبابية التى انتشرت أوائل الثمانينات وسماها المؤلف محمد حمزة والملحن حلمى بكر «الأغنية الهبابية». نعتذر بعد أن سمحنا لعدد كبير من «المسجلين خطر أغانى مهرجانات» فى التمدد والانتشار حتى أصبحوا نجوم حفلات أثرياء الساحل الشمالى فى مارينا وأخواتها. إذا سمعت أغانى ما يسمى المهرجانات للمطرب كزبرة أو حنجرة أو وزة أو بصلة أو شواحة، لن تعرف هل هو يصرخ من مغص كلوى لا قدر الله أو من مرض نفسى (الشر بره وبعيد) أو مخنوق من العيشة واللى عايشينها وجاى يخلص من المستمعين. تلوث سمعى وبصرى هو أشد سوادا من حرائق الأمازون البرازيلية والسحابة السوداء المصرية. الأكثر إدهاشا هو إقبال طبقة الأثرياء بنهم على مثل هؤلاء اللامطربين بشكل يستدعى علماء النفس والاجتماع لدراسة الظاهرة وبحث السبب فيما يدعو رجل أعمال ثريا لإحضار فرقة غنائية باسم «العصابة» لإحياء فرح ابنه، ألا يخشى أن يقوموا بسرقة شبكة العروس أو «تقليب المعازيم» و»تثبيت» من يحاول الهرب.
أخشى أن منحنى الذوق العام ينحدر بشكل مروع، لأنه ليس هناك من يمنع ابتذال بصلة وأخواتها. فلم تسلم أم كلثوم من الهجوم حين شدت بطقطوقة «الدلاعة والخلاعة مذهبى من زمان». وقام الشيخان أبو العلا محمد وزكريا أحمد والشاعر أحمد رامى باعتبارهم الأباء الروحيين المسئولين عن صناعة صورة أم كلثوم بإقناعها بسحب تلك الأسطوانة الخادشة للحياء، قبل أن يقوم يونس القاضى فور توليه منصب مراقب الداخلية بإصدار قرارات بمنع الأغنية وكل الأغانى الخادشة للحياء، مثل «ارخى الستارة اللى فى ريحنا» تلحين زكريا أحمد وغناء منيرة المهدية و»فيك عشرة كوتشينة فى البلكونة» غناء محمد عبد الوهاب وتلحين سيد درويش وأغنية «وانامالى هى اللى قالتلى» غناء وتلحين سيد درويش. كما وبخ مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد المطرب فريد الأطرش بسبب أغنيته «ما قلى وقلت له، يا عوازل فلفلوا». لا يعنى ذلك أننى أطالب بتدخل الشرطة لمنع أغانى المهرجانات ولكن استحث الرقابة المجتمعية للذوق العام للتحرك ووقف حفلات المهرجانات واستثارة النخوة الجمعية لمجابهة عشوائيات الغناء. علينا أن نعتذر لجيل عمر فتحى (الله يرحمه) ومصطفى قمر وعلاء عبد الخالق وحنان وغيرهم فلم يكن غناؤهم هبابيا إذا قورن بنشاز المهرجانات.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة