الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 08:16 م

محمد السيد عيد

كنت أتوقع أن إخوان تونس سيتعلمون من التجربة المصرية، ولن يرشحوا أحداً للانتخابات الرئاسية، لكنهم خيبوا ظني، وقاموا بترشيح عبد الفتاح مورو، نائب رئيس حزب النهضة للرئاسة. فمن هو عبدالفتاح مورو؟
مورو واحد من تلاميذ سيد قطب غير المباشرين، وسيد قطب كما نعرف هو شيخ التكفير. يذكر عبدالله عمامى فى كتابه «تنظيمات الإرهاب فى العالم الإسلامي» عن عبد الفتاح مورو أنه قال: «إن خطنا السياسى هو خط الرفض لكل ماهو قائم، بدءًا بالمجتمع الذى نعتبره كافراً، وإن صلى وصام وحج. وكذلك الحزب الحاكم، فهو دائرة من دوائر هذا الكفر، ومن دخل فيه يصبح كافراً»
ويقول مورو فى حوار معه بصحيفة العربى الجديد القطرية، فى أكتوبر 2014: «قد تتوقف الحركة (يعنى حركة الإخوان) عند مرحلة ما لأن ظروفها لاتسمح لها بالتقدم، لكن كان الهدف النهائى ضامراً لها فى أنفسنا، ومن دون عنوان، وهو الوصول إلى تحكيم الشرع. لماذا كفر سيد قطب المجتمعات؟ كفرها لأنها لاتطبق شرع الله»
تكفير واضح لايحتاج إلى تعليق.
عبد الفتاح مورو مواليد 1948، تخرج فى كلية الحقوق، وكلية الشريعة وأصول الدين، وشارك فى تأسيس الجماعة الإسلامية فى تونس منذ نشأتها، كما شارك فى محاولة إشهار الحركة كحزب سياسى تحت اسم (الاتجاه الإسلامي) فى الثمانينات، لولا أن النظام رفض إشهار الحزب. وكان طرفاً رئيسياً فى تحول «الاتجاه الإسلامي» إلى مايعرف الآن بحزب النهضة. وجدير بالذكر أن عبدالفتاح مورو اعترف بأن الحركة الإسلامية بتونس لها جناح عسكرى، لكنه قلل من أهمية هذا الجناح.
فاز مورو فى الانتخابات البرلمانية عام 2014، ووصل لمنصب نائب رئيس البرلمان، وفى 2019 صار رئيساً للبرلمان بعد أن تولى رئيس البرلمان رئاسة الجمهورية، عقب وفاة الرئيس السبسي. وصل لرئاسة البرلمان رغم أن اتباع سيد قطب لايؤمنون بدور البرلمانات فى التشريع. فهل رأيت مثل هذه البراجماتية السياسية؟
والرجل يقدم نفسه الآن بصورة ليبرالية أكثر من الليبراليين، فهو يدافع عن الرئيس السبسى فى قراره بمساواة المرأة بالرجل فى الميراث، ولايتصدى لزواج المسلمة بغير المسلم، ويؤكد احترامه للدستور، ويقر بأننا نعيش فى ظل الدولة القطرية، لكن هل يمكن لمن يكفر المسلمين أن يكون ليبرالياً؟ وكيف ستكون تونس لو نجح هذا التكفيرى؟