أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

أجرمنا فى حق ياسين

أسامة شلش

الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 08:21 م

ولو حبسنا كل المسئولين فى أى حى هل سنعيد الحياة للطفل ياسين الذى راح ضحية مجرم بلا ضمير.. سقط البريء فى بالوعة الصرف الصحى وابتلعته بلا رحمة المياه المتدفقة، صورة بشعة من صور الاهمال وقبله الطمع والسرقة فلولا ان سارقا قام بنزع الغطاء المعدنى من أجل بيعه للحصول على بعض الجنيهات ما كانت تلك الحادثة ولا غيرها الآلاف التى تشهدها شوارعنا فى كل المحافظات والتى يسقط ضحيتها كل يوم طفل أو شيخ أو سيدة.
اعترف ان المحليات مقصرة تماما فى عدم  المرور بصفة دورية لكشف النقص وفى أى منطقة ولكن المشكلة ليست عندها المشكلة تكمن فى عدم تعقب سارقى أغطية البالوعات وبحث الظاهرة من كل جوانبها. لماذا السرقة؟ وكيف وأين يتم تصريف ما يتم نزعه؟ لو اجبنا على كل تلك الاسئلة ما سقط ياسين ولا غيره فى أعماق الصرف الصحى وابتلعته الأرض.
عشرات الاغطية يتم نزعها كل يوم من شوارع القاهرة على الاخص ومن كل احيائها الغنية والفقيرة طريقة السرقة مع الاسف تم تسجيلها بأكثر من مكان وبعدة طرق تنم عن أى من يقوم بذلك محترف سرقة وقطعا اغلبهم معروفون لرجال الشرطة. عادة ما يتم ذلك باستخدام تروسيكل يقف بالقرب من البالوعة وعندما يتأكد السارق ان الشارع خال من الناس يسرع بنزع الغطاء ويرفعه ليقذف به على سطح وسيلة النقل التى فى بعض المشاهد رأيناها كارو. عشرات الحالات تم تسجيلها بالصورة وفيها بوضوح تظهر وجوه السارقين ولا أدرى هل تم القبض عليهم أم أن تلك الفيديوهات الواضحة لا تثير أعين رجال الأمن فى اقسامهم ويظل السؤال الملح واين تذهب تلك الأغطية الزهر أو الحديد على ما اعتقد وللأمانة سألت بعض اصدقائى ممن لهم صلة بالامن وأجابونى عادة ما يتم بيعها فى السبتية أو للمسابك المنتشرة خاصة فى المناطق الشعبية فى دار السلام والبساتين وطرة والمعصرة وحلوان.
صاحب المسبك قطعا متواطئ مع الحرامية لان الاغطية عليها اسماء الاحياء ومناطقها ولكنه طمعان لانه يشتريها بالبخس رغم معرفته لقيمتها وبيعها بعد عملية الصهر بالآلاف فما بالكم لو كانت كمية كبري. عنصران من عناصر الجريمة يمكننا أن نصل إليهما بسهولة فى سجلات الكاميرات وهى والحمد لله تملأ الشوارع الآن واصحاب المسابك التى يجب مراقبتها مراقبة شديدة لانه لو لم يتمكن السارق من بيعها للمسبك فلا جدوى من السرقة لقد استفزنى الرقم ان سرقة البالوعات تكلف الدولة ما يقارب الـ٢٠ مليون جنيه سنويا وهو رقم كبير، وانه خلال شهر واحد تم سرقة أكثر من ألفى غطاء، ولكن الكارثة فى مئات الضحايا الذين يسقطون داخل بيارات الصرف الصحى بعد سرقتها.
الامر يحتاج إلى صرامة فى المراقبة صحيح ان رئيس الحى أو مسئوليه له دور فى المراقبة ولكن ماذا يفعل أمام حرامية متخصصين فى نهب أموال الشعب.
سكوتنا عن تلك الجرائم بعدم تعقبها أو البطء فى التعامل معها هو السبب فى زيادتها فقد صار من المألوف أن تسير فى شارع لا تجد لأغلب بالوعاته أغطية ولو لم تأخذ بالك لسقطت فيها أو سقطت سيارتك.
صور سيئة تنم عن حقارة من يقوم بها وتخيلوا معى على طريق الاتوستراد أمام مقابر الإمام الشافعى سور حديد اقامته المحافظة يفصل بين الطريق المتجه لحلوان والقادم منها السور يقتطع منه كل يوم جزء بواسطة سيارة «تمانية» بلا لوحات وتقوم بنقله إلى أحد المسابك فى البساتين. ترى هل تنتظر المحافظة اكتمال سرقة باقى السور؟!.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة