صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

برافو خالد فودة.. شرم الشيخ «مافيش فيها بقشيش»

صبري غنيم

الأحد، 08 سبتمبر 2019 - 08:24 م

 

- الشهر الماضى كنت فى لندن، ودفعنى فضولى أن أحمل غسيلى إلى مغسلة مجاورة لفندقى بعد ما اكتشفت أنه مطلوب منى أن أدفع ما بين ثلاثة وخمسة جنيهات للفندق عن قطعة الغسيل الواحدة، بينما قيمة ما دفعته فى المغسلة هو ١٢ جنيها عن غسيل ٢٢ قطعة مختلفة المقاسات.. يعنى وفرت ما قيمته مائة جنيه تعادل ٢٠٠٠ جنيه مصرى..
- صاحب المغسلة إنجليزى الأصل وليس إنجليزيا بالجنسية، شكله يقول إنه رجل بيه، كان سعيدا أننى من مصر وبدأ يحدثنى عن زيارته لمصر، وكيف أعجب بها ولم يعجب بقوافل «الشحاتين» الذين كانوا يطاردونه فى كل مكان يتجه إليه، وبإلحاح شديد عايزين «بقشيش».. مجرد أن أخرج الرجل من جيبه بعض النقود وهو فى منطقة الحسين كبس على إيده عشرات الشحاتين وهو يحاول أن يشدها منهم، ولم ينقذه إلا بعض المارة الذين نزلوا فيهم «هات يا ضرب».. الرجل الإنجليزى جرى لأن الجروب فاته.. متجهاً إلى خان الخليلى..
- روى لى أنه زار مدينة شرم الشيخ خلال زياراته لمصر.. قال.. إنه تعرف على شخصية حاكم المدينة من شكلها الحضارى، قلت له تقصد اللواء خالد فودة، رد قائلا.. نعم الجنرال «هو ده».. قلت.. الجنرال فودة.. مد يده إلى محفظته وأخرج منها صورة لجروب إنجليزى ثم أشار إلى المحافظ وهو يتوسط الجروب كان يرتدى بنطلونا وقميصا.. قلت له.. هذا هو اللواء خالد فودة.. قال، الرجل قابلناه فى سوق شرم الشيخ ووقف معنا وسألنا هل لأحد أى شكوى، قلنا كلنا مبسوطين، البلد نظيفة وجميلة، وكان الرجل يقف خلفه.. وقال وهو يرد الصورة فى مكانها بالمحفظة.. بصراحة شرم الشيخ أفضل من القاهرة فى استقبالها لنا كغرباء، بلد مفيش فيها بقشيش..
- الكلام حلو عن مدينة شرم الشيخ وعن المحافظ اللواء خالد فودة لأنه ما من جروب سياحى إلا ورحب به.. ويسألهم عن أى شكوى، وهل لهم مطالب وكثيرا ما يطلبون التصوير معه صورا تذكارية، اللواء فودة يتمتع بقبول، الابتسامة لا تفارق وجهه، المحافظ الوحيد الذى أجبر سائق الليموزين أو التاكسى على ارتداء البدلة والكرافت.. ومن وقت لآخر يجتمع بالسائقين ويسمع رأيهم ويكافئ المتميز فيهم.. من هنا نجحت المنظومة وأصبحت شرم الشيخ واجهة مشرفة لمصر.. ومقصدا للسياح الأجانب..
- بصراحة كلام الإنجليزى عن شرم الشيخ أسعدنى لكن كلامه عن القاهرة آلمنى، فقد كنت فى أشد الخجل، ومع ذلك أخذتنى الحمية على بلدى وقلت له.. عايز أقولك حاجة لسنا وحدنا البلد الذى يعيش فيه شحاتون، عندكم فى لندن أيضاً شحاتون.. شارع «اكسفورد» أهم شارع فى لندن يشهد على ذلك فهم ينتشرون على الأرصفة فيهم من يطلب البقشيش بالموسيقى، وفيهم من يطلبه بالإشارة.. فابتسم الرجل وهو يقول لى «أنا معك، لكنهم غرباء وليسوا إنجليزا، قلت، ولماذا تتركهم الحكومة ولا تطاردهم، مع أنهم بكثرة فى محطات «الأندر جراوند»..
- تراجع الرجل فى الحوار عن مصر وقال «فعلا هذه ظاهرة ولا أعرف لماذا الشرطة تتركهم، مع أن الحكومة عندنا تعطى مساعدات مالية للمحتاجين، وتدفع إيجارات لسكن الفقراء، والتأمين يدفع أجورا للعاطلين.. فلا يعقل أن تتحمل الحكومة المقيمين الهاربين، ولأنهم بلا إقامات فمن الصعب أن يكون عندهم عمل..»
- راجعت نفسى.. فعلا الصورة عندهم تختلف عن عندنا لأن ظاهرة الشحاتة فى مصر تضخمت، ولا أعرف لماذا لا تتدخل الحكومة لتقضى عليها، السياح فى الأقصر وأسوان يهربون من الشحاتين وهم يطاردونهم، واسألوا المحافظين هناك، أطفال صغار وبنات وعواجيز، أشكال مختلفة من الوجوه تلتف حول السائح فى طلب البقشيش.. ويقال عندما يبدأ موسم السياحة فى أسوان تراهم يوزعون أنفسهم على المناطق السياحية، لدرجة أن أطفالا يأتون من الصعيد الجوانى ويستوطنون فى أسوان بغرض الشحاته..
- وهنا أهمس فى أذنى محافظ أسوان ومحافظ الأقصر وأقول لهما «أنتما فى حاجة إلى الاقتراب من اللواء خالد فودة لتصبح بلادكم بدون بقشيش»!!..

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة