الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»


بعد زيارة رئيس الوزراء للمنيا

محمد البهنساوي يكتب: ثلث آثار مصر .. بين الأنين والأمل

محمد البهنساوي

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 - 12:55 ص

 

زيارات مهمة بلا شك تلك التى يقوم بها رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى إلى المحافظات.. وشهادة حق الرجل يسعى أن تكون الزيارات مثمرة لا يبغى منها شو إعلاميا أو مجرد أداء واجب كرئيس للوزراء.. لكنه يحولها لمهمة عمل شاعرا كما يقول دائما «معندناش وقت عايزين نجرى» لأنه يعى طبيعة المرحلة.

 

وسياسة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنجاز أكبر قدر من المهام بدقة ونجاح وفى أسرع وقت.. وبالتأكيد يتم التخطيط للزيارات وفعالياتها حسب أولوية تضعها اجهزة المحافظة وأيضا الوزارات المختلفة حسب المستهدف لكل محافظة وإمكانياتها.. وبالطبع الوقت لا يفى كل الاحتياجات .

 

وهنا أتوقف عند زيارة الدكتور مدبولى إلى المنيا أمس الأول.. بالطبع كانت فعالياتها خدمية من طرق وصحة وأيضا استثمار.. لكن وبما أننى من أبناء المحافظة وأيضا من المهتمين بالشأن السياحى.

 

أرى أن السياحة لم يكن لها النصيب المنتظر من زيارة مهمة كهذه ولا بما يتناسب مع الامكانيات المدفونة بالمحافظة والتى لم تستغل حتى الآن. ولو تم استغلالها لتحولت إلى منجم ذهب لمحافظات الصعيد قاطبة.. فلم تأت السياحة خلال الزيارة الا بتصريح عام لرئيس الوزراء عن إعداد تصور شامل لاستعادة حركة السياحة بالمنيا وعودة المراكب النيلية.. بجانب كلام سريع حول تطوير كورنيش النيل وتوجيهاته بسرعة الانتهاء من متحف المنيا الاتوني .

 

ومع تقديرنا لازدحام جدول رئيس الوزراء خلال الزيارة.. ولتقديرات المسئولين لأولوياتها.. أعتقد أنه لازالت هناك فرصة سانحة للبناء على الكلام السريع لرئيس الوزراء عن السياحة وتحويله إلى وقود لدفع عجلية التنمية السياحية بواحدة من اهم المحافظات السياحية والأثرية بالصعيد ومصر.

 

وبداية استغلال تلك الفرصة للتحرك الفورى لوزارتى السياحة والآثار ومعهما محافظة المنيا لتحويل كلام رئيس الوزراء إلى مخطط عمل محدد الأهداف والمدة.. واول تحرك تحديد إمكانيات المحافظة السياحية ثم التحديات التى تواجهها.. فمالا يعرفه الكثيرون أن المنيا تصلح لاستقبال السياحة الدولية والإسلامية والقبطية فهى تضم كما يؤكد الخبراء حوالى ثلث آثار مصر متنوعة بين آثار فرعونية وإسلامية وقبطية ورومانية.

 

من أشهر المناطق الأثرية بمحافظة المنيا تل العمارنة والحاج قنديل بمركز ديرمواس، ودير البرشا والشيه عبادة ودير أبو حنس، ودير أبو فانا، والأشمونين والمسجد اليوسفى، وتونا الجبل ومسجد العسقلانى ومتحف ملوى، وفى مركز أبو قرقاص، آثار منطقة بنى حسن واسطبل عنتر ودير العجايبى وكنيسة الأنبا تواضروس، ومساجد الفولى واللمطى والوداع وشعراوى بمدينة المنيا، ودير أباهور ومقابر فريزر وطهنا الجبل وزاوية الأموات بمركز المنيا، ودير السيدة العذراء والجامع العتيق وكنيسة أبسخيرون القلينى، وكنيسة مارى مينا بطحا فى مركز سمالوط.. وفى مطاى، نجد دير المناهرة وكنيسة الأنبا أثناسيوس، ومدينة الشهداء «البهنسا» ودير السنقورية ببنى مزار، ومسجد زياد لن المغيره، وكنيسة مارى جرجس ودير الجرنوس بمغاغة، وجامع القاياتى ودير الأنبا صموئيل بالعدوة.

 

أما التحديات فكثيرة.. قد لا تكون فى أولويات الدولة حاليا.. لكن وضعها على خريطة التنمية يلقى حجرا فى المياه الراكدة منذ عقود.. من تطوير لتلك المناطق استغلالا لشبكة الطرق العملاقة التى تشهدها المحافظة وسهولة الوصول للمناطق الأثرية.. ومواجهة الحملات التى لا تتوقف للتنقيب عن الآثار بمعظم مدنها وقراها.. والتعديات على المناطق الأثرية سواء بالبناء أو الزراعة أو غيرها من المخالفات بحرم الآثار وللأسف بعضها من جهات حكومية !! بجانب ضعف الميزانيات المخصصة لتلك الأغراض بالمحافظة.

 

هل يعقل أن منطقة البهنسا مثلا تعانى من الإهمال الكبير، سواء لكثرة التعديات، أو عدم ترميم القباب التى وصلت لحالة خطرة وبها من القباب التى ترجع إلى آلاف السنين، وهى قباب «أبو سمرة ومحمد بن عقبة بن نافع وعبيدة بن الصامت، ومحمد الخرسى، والحسن بن الصالح».

 

أضف إلى هذا غياب التنظيم وعدم وجود أى نوع من أنواع التنمية السياحية بالمنطقة التى تعد أشهر المناطق السياحية الإسلامية بالعالم، لدفن جثامين أكثر من 5000 صحابى من أصحاب النبى بها، وزيارة 70 بدريًا ممن حاربوا مع الرسول فى غزوة بدر لها، كما أن العائلة المقدسة قد زارتها فى أثناء رحلتها واستظلت أسفل شجرة هناك... نفس الامر بأحد مسارات رحلة العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير .


الفرصة سانحة.. ونتمنى ان يوليها رئيس الوزراء اهتماما بنفسه حتى لا تضيع هباء .

 


 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة