بسام السايح
بسام السايح


تلقى العلاج ورحل مكبلاً بالسلاسل.. «بسام السايح» شهيد سجون الاحتلال

أحمد نزيه

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 - 06:56 م

"أنقذوا الأسير الصحفي بسام السايح".. لافتةٌ رفعها فلسطينيون قبل أسبوعٍ من الآن، خلال فعالية التضامن الأسبوعية مع الأسرى الفلسطينيين في مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي شهد مؤتمرًا صحفيًا خصيصًا للتضامن مع "السايح"، والذي دعت له لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، معربين خلاله عن خطورة الوضع الصحي الخطير للأسير الصحفي.

دعوة لجنة الأسرى كانت في محلها، فما لبث أن مضى أسبوعٌ واحدٌ حتى أُعلن عن وفاة الأسير بسام السايح في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء تدهور حالته الصحية، وسط اتهاماتٍ صريحةٍ لسلطات الاحتلال بالإهمال الطبي المتعمد بحق السايح.

معاناته قبل الوفاة

هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أعلنت في بيانٍ صادرٍ عنها مساء أمس الأحد وفاة "السايح"، الذي مكث آخر سنوات عمره في غيابات سجون المحتل الإسرائيلي. وبدوره، أكد نادي الأسير الفلسطيني وفاة السايح في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي.

هيئة شؤون الأسرى أشارت في بيانها، إلى أن السايح كان يعاني من مرض سرطان العظام منذ عام 2011، وبسرطان الدم منذ عام 2013.

واستطرد البيان للحديث عن أوضاعٍ صعبةٍ للأسرى بالقول "نحو 700 أسير يعانون أوضاعًا صحية صعبة، منهم ما يقارب 160 أسيرًا بحاجة إلى متابعة طبية حثيثة، علمًا بأن جزءًا من الأسرى المرضى وغالبيتهم من ذوي الأحكام المشددة، قد أُغلقت ملفاتهم الطبية بذريعة عدم وجود علاج لهم".

وبسام السايح هو صحفي فلسطيني من محافظة نابلس، الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، وهو حاصلٌ على درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية.

ورحل "السايح" عن عالمنا وهو في عمر السابعة والأربعين، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ قضاها في خدمة القضية الفلسطينية، وقد دفع ثمن ذلك من صحته وحياته بأن زجّ به المحتل في سجونه، دون أن يثبط ذلك من عزيمته ويجعله يتوانى في الدفاع عن قضية وطنه، إلى أن لقى جوار ربه.

مسيرة نضالية

وحول المسيرة النضالية للشهيد بسام السايح، أطلعنا محمد مقداد، الأمين العام لحركة الائتلاف الوطني الفلسطيني، على جزءٍ منها، فقال إن الأسير بسام السائح ارتقى شهيدًا داخل سجون الاحتلال الصهيوني، وهو مكبلٌ بالسلاسل، مضيفًا أنه رغم أنه كان يعاني من مرض السرطان، إلا أن الاحتلال رفض معالجته أو الإفراج عنه، وأنه بقي مكبلًا من الأيدي والأقدام رغم مرضه حتى استشهاده.

وتابع مقداد، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن الأسير السايح كان عضوًا في الخلية التي شاركت في إحدى العمليات التي قُتل فيها عددٌ من المستوطنين الإسرائيليين، وأنه أحد أبطال عملية مستوطنة "ايتمار"، التي فجرت انتفاضة القدس عام 2015.

قتل ممنهج

وذكر زعيم الائتلاف الوطني الفلسطيني، أن الشهيد السايح تعرض لسياسة القتل الطبي المتعمد والممنهج من قبل إدارة السجون الإسرائيلية، قائلًا "نحمل الاحتلال وإدارة السجون والهيئات الإنسانية والدولية المسؤولية في مقتل الأسير بسام  السايح".

ومضى قائلًا: "ونحمل أيضًا المؤسسات الدولية والحقوقية وفاة الأسير بسام السايح، وذلك لعدم الوقوف تجاه التزاماتها بمساندته في ظروف مرضه العصيبة، التي راسلنا بحالته العصيبة والإنسانية كافة المؤسسات الحقوقية مطالبين بضرورة التدخل لإنقاذ حياة الأسير بسام  بتوفير العلاج له أو العمل على فك قيده".

وأضاف مقداد: "ورغم أنه كان يعاني من سرطان في الدم وسرطان في النخاع العظمي، كان الاحتلال يرفض علاجه إلا مكبلًا على أحد أسرة مستشفياته العسكرية".

وأتم حديثه قائلًا: "ندعو المؤسسات الحقوقية والمجتمع الدولي لإنقاذ حياة المئات من المرضى المعتقلين في زنازين الاحتلال ومستشفياته العسكرية".

بسام السايح.. اسمٌ جديدٌ يُضاف إلى قائمة الشرف في فلسطين ممن قضوا نحبهم وهم لا يشغل بالهم إلا قضية استرداد وطنهم، الذي وُلدوا فيه فوجدوه محتلًا، فكان لزامًا عليه أن يكون من بين الطامعين في تحريره من المحتل الغاصب الإسرائيلي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة