محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الاستنزاف الطبى بين لعنة «الأصوات» وصمت «القبـور»

محمد البهنساوي

الإثنين، 09 سبتمبر 2019 - 07:10 م

 

«رجاء لا تترك هذا الملف ،فدماؤنا مازالت تنزف وآلامنا لم تخف وطأتها «.. هذا ملخص رسائل عديدة تلقيتها طوال الأسبوع الماضى وحتى أمس تعليقا على مقالى «المستشفيات الخاصة.. كله بما يرضى الله».. ومع كل تعليق قصة مأساوية تحمل دموعا وآلاما إما ضحايا مازالوا أحياء لكن فقدوا -أو كادوا- اجزاء من جسدهم بتشخيص خاطئ وتكبدوا كل ما يملكون ولم ينصفهم أحد.. او أهالى ضحايا ماتوا وارتاحوا من آلامهم تاركين لذويهم الألم على فقدهم.. والحسرة لترك ضحاياهم فريسة لتشخيصات خاطئة وعلاجات غريبة بلا حول لهم ولا قوة.. ناهيك عن ديون تراكمت وأموال اهدرت وممتلكات بيعت وربما أسر تشردت لسداد «صاغرين» فواتير المستشفيات الخاصة.. وبعضها تابع كما شرحنا لجمعيات دينية إسلامية وقبطية رافعة شعار «كله بما يرضى الله»!!
الغريب انه ورغم الحسرة والألم فى التعليقات.. والحماسة والأمل ان يلقى المقال حجرا فى المياه الراكدة منذ عقود بالملف الذى يمس حياة المصريين وأموالهم أيضا.. إلا أنه لم يحرك ساكنا لدى وزارة الصحة او نقابة الأطباء.. ولم يصلنا تعليق واحد منهما يشفى غليل المرضى وذويهم.. او يدافع ولو بهتانا وزورا عن تلك المستشفيات.. او يشرح ولو حتى ادعاء آلية رقابة ظاهرية حتى وإن غابت فعليا !!.. ولا أدرى سببا واحدا لصمت القبور هذا.
قد أتفهم صمت نقابة الأطباء.. فهناك ثقافة غريبة وعجيبة بمصر أن دور النقابات إنصاف أعضائها ظالمين ومظلومين.. والتستر على أخطائهم وخطاياهم «ألا لعنة الله على الانتخابات وشراء الأصوات حتى ببيع الذمم ودماء وأرواح الأبرياء».. وإن كان كلامى خاطئا فلتعلن النقابة كم الشكاوى التى تصلها ضد الأطباء.. وتشرح قراراتها فيها.. إن كنا نتفهم هذا على مضض وبغصة بالنقابة.. فكيف نتفهم الصمت المريع بوزارة الصحة.. إننا لم نتطرق بالمقال لأخطاء المستشفيات الحكومية والتى انبرت لها عشرات التعليقات التى وصلتنا.. إنما قصرناه فقط على الخاصة بل والتابعة للجمعيات الدينية ؟.. فهل هذه أيضا تحت الحماية الوزارية وليذهب من له شكوى إلى القبور طلبا لرحمة ورعاية ربانية لم يجدهما فى الدنيا!!
إننا وكما قلنا أمام إعادة صياغة للمنظومة الصحية برعاية رئاسية بدأت تحقق نجاحات دولية بلا شك او رياء.. لكن ليس مقبولا غض النظر عن اخطاء وخطايا المستشفيات الخاصة والعامة على حد سواء والتى تحصد أرواحا بريئة وتستولى عنوة على أموال لا يدرى سوى الله كيف جمعها اصحابها.. وياليت مساحة مقالنا تسمح لنشر بعض القصص التى وصلتنا والتى تشوه اللوحة الجميلة التى مازالت فى بدايتها لإصلاح المنظومة الطبية.. فهل يستمر صمت القبور بالوزارة والنقابة؟ وليذهب الجميع إلى رحمة الله !!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة