كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ثمن ١١ سبتمبر !

كرم جبر

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 - 06:39 م

«حتى لو كنت أعلم أنه لا يمتلك نووى أو كيماوى، كنت سأضربه».
هذا ما قاله بوش الابن، بعد أن أثبتت تقارير المخابرات الأمريكية ولجان الكونجرس، أكذوبة امتلاك صدام حسين للنووى والكيماوي، وهى التى أدت إلى غزو العراق وتدميره والإطاحة برئيسه.
النية كانت مبيتة منذ 11 سبتمبر 2001، فكل الجراح تندمل بمرور الوقت، إلا هذا الجرح الذى يزداد نزفاً واتساعاً بمرور الوقت، فقد كانت أكبر دولة فى العالم على وشك الانهيار، وعُلقت الاتهامات فى رقبة صدام.
زعمت تقارير أمريكية كاذبة أن صدام التقى بمحمد عطا، فى جنوب العراق وخططا معاً لضرب برجى التجارة، وثبت بعد ذلك أن العميل الأمريكى المسمى الجبلي، هو الذى قدم هذه المعلومات الكاذبة.
وساعدهم صدام بنفسه، عندما ضخم أكاذيب امتلاكه للنووى والكيماوي، وكان يحرك سيارات ضخمة كلما جاءت لجان التفتيش إلى العراق، ليوحى لهم أنه يمتلك ترسانة كبيرة، فيخافوا منه.
وربط صدام نفسه بـ 11 سبتمبر، للإيحاء بالقوة والتمكن، غير أنه وضع رأسه بين أنياب الأسد الجريح، وأخرجت أمريكا من أدراجها الخطط المعدة سلفاً لتدمير الأشرار، وفى صدارتهم أفغانستان والعراق.
كان من المفترض أن تكون إيران ضمن مثلث الشر المستهدف تدميرهم رداً على 11 سبتمبر، ولكن الذكاء الإيرانى استطاع أن ينأى بنفسه عن الشبهات، وفكرت أمريكا فى ضرب إيران أكثر من مرة ثم تراجعت.
11 سبتمبر هى التى فتحت على المنطقة بوابة جهنم، وجعلت أمريكا تلقى بكل ثقلها فى الشرق، بحثاً عن الأشرار، الذين حاولوا تدمير أكبر حضارة على مر التاريخ.
وقررت أمريكا أن تسلط عليهم أنفسهم، وأن تطبق قاعدة «الجزاء من جنس العمل»، فبعد تدمير العراق، اتجهت إلى دول الثوار، سوريا واليمن وليبيا وتونس بجانب مصر، وأيقظت الجماعات الإرهابية التى ربتها ودربتها فى كهوف أفغانستان.
وتحدث مسئولون أمريكيون عن حروب دينية تندلع فى المنطقة، تستمر ثلاثين عاماً، على غرار الحرب الدينية فى أوربا، حتى إنهاك قوى كل المتحاربين، ثم إرغامهم على الجلوس فى غرف التفاوض لقبول الإملاءات.
وبعد العراق جاء الدور على سوريا، وحكموا عليها بالفناء الذاتى، وتكرار سيناريو «صدام» مع «بشار»، ولكن الأخير صمد وحافظ على ما تبقى من جيشه، وتغيرت موازين القوى لصالحه.
11 سبتمبر جعلت أمريكا تناصب المسلمين العداء، وظهرت مصطلحات الحروب الصليبية، الذى اعتذر عنها بوش الأب فيما بعد، ولكن ظل مضمونها يحرك الأحداث.
وكان مقدراً تكرار سيناريو سوريا مع مصر، وإشعال حرب دينية ليست بين المسلمين والمسيحيين فقط، بل استحضار نموذج حروب السنة والشيعة، وكان الإخوان على أتم استعداد للمهمة القذرة.
كان الإخوان على استعداد أن يبيعوا مصر وأرضها وشعبها، وكل شيء، وصولاً لحلم الخلافة، وأرادت أمريكا أن تضعف مصر، وتجعلها تركع ليركع الجميع.
البداية الحقيقية للجحيم العربى المسمى بالربيع، كانت يوم 11 سبتمبر، وما زال العرب والمسلمون يدفعون الثمن حتى الآن.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة