جون بولتون
جون بولتون


«عراب الحروب» جون بولتون.. رحيل الرجل الأكثر تشددا في البيت الأبيض

أحمد نزيه

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 - 07:38 م

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، لم يعد له مكان في البيت الأبيض، وأنه طلب منه الاستقالة من منصبه، ليسدل الستار على وجود الرجل الأكثر تشددًا في سدة القرار السياسي في الولايات المتحدة.

"مهندس الحروب".."كبير الصقور".."عرّاب الحروب".. كلها أوصافٌ وُصف بها مستشار البيت الأبيض المقال جون بولتون، وهو ما يوحي بحدة مواقفه، التي يمكن أن تجر الولايات المتحدة نحو حربٍ، كالتي كانت أيام حقبة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش سواء في أفغانستان أو العراق.

وعمل جون بولتون من قبل في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش طوال فترة حكمه، وكان من بين المؤيدين بشدة لقرار غزو العراق.

الرئيس الأمريكي ترامب قال بنفسه في معرض حديثه عن بولتون في شهر أغسطس الماضي "أنا في الحقيقة أهدئ جون بولتون.. وهو أمر مدهش"، كنايةً من ترامب على مدى نهج بولتون التشددي.

لكنه يبدو أن ترامب قد ضاق ذرعًا من مواقف بولتون المتشددة، فقرر تنحيته من إدارته في البيت الأبيض، فكتب على تويتر: "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية بأنه لم تعد ثمة حاجة لخدماته في البيت الأبيض.. اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثل آخرين في الإدارة".

وقبل أن يتم الإطاحة به خارج البيت الأبيض، بدأ بريق بولتون يخفت داخل الإدارة الأمريكية، بعد أن عمد ترامب إلى استبعاده من الاجتماعات الخاصة بمباحثات السلام مع حركة "طالبان" الأفغانية، والتي لم تكلل بالنجاح إلى حد الآن.

 

موقفه تجاه إيران

ولطالما وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كلًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، بالفريق "باء"، باعتبار أن اسم كلٍ منهما يبدأ بحرف "الباء"، كنايةً على موقفهما المتشدد تجاه إيران بحسب وصفه، وهما رجلان وثيقا الصلة بالرئيس الأمريكي ترامب.

وكان بولتون من أكثر الشخصيات في الإدارة الأمريكية التي أوعزت إلى الرئيس ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015 خلال حقبة الرئيس السابق باراك أوباما.

 جون بولتون له مقولة سابقة قال فيها "القصف هو السبيل الوحيد لإيقاف النووي الإيراني"، وهو ما يبرهن عداءه تجاه إيران.

 

كوريا الشمالية

ولم يكن الملف الإيراني فحسب، الذي اتخذ فيه بولتون مواقف متشددة، فالوضع كذلك مع كوريا الشمالية، لدرجة جعلت بيونج يانج تصفه في أواخر مايو الماضي بأنه "مهووسٌ بالحرب"، واعتبرته يعمل على تدمير السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية.

وجاءت تصريحات بيونج يانج، التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية آنذاك، بعد تصريحاتٍ أدلى بها بولتون ضد كوريا الشمالية، اتهم خلالها كوريا الشمالية بخرق قرار الأمم المتحدة القاضي بحظر إطلاق الصواريخ الباليستية، حين قال "تجارب كوريا الشمالية لإطلاق صواريخ شملت صواريخ باليستية قصيرة المدى وأن هذا ينتهك "بلا شك" قرارات الأمم المتحدة".

وهو ما جعل كوريا الشمالية تنعته بـ"الجاهل بشدة"، جراء تصريحاته بشأن تجاربها الصاروخية.

 

مواقف ضد فنزويلا

وإلى فنزويلا، حيث لم تختلف وجهة نظر بولتون، وآخر تصريحٍ له قبل ثلاثة أيام، قال خلاله إن واشنطن ستواصل دعم خوان جوايدو، زعيم المعارضة الذي أعلن نفسه رئيسًا انتقاليًا للبلاد.

ومع بداية الأزمة الراهنة في فنزويلا أواخر يناير هذا العام، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن جون بولتون أعد خطةً  شملت خطة لإرسال القوات إلى كولومبيا في ظل تصعيد التوتر مع فنزويلا، وأنه أثار حينها احتمال التدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا.

كما كان لجون بولتون مواقف متشددة أخرى تجاه روسيا والصين، وكان له دور في إزكاء الصراع التجاري بين واشنطن وبكين، كما أن بولتون قد حذر الصين في الآونة الأخيرة من التعامل مع أزمة هونج كونج، في ظل اضطراب الأوضاع في الإقليم ذاتي الحكم التابع للصين، وهو ما تسبب في مزيدٍ من توتر العلاقات بين واشنطن وبكين.

شخصية بولتون المتشددة، كانت وراء قدومه للبيت الأبيض في بادئ الأمر لتوافقها مع رؤى ترامب بعض الشيء، لكن مع الوقت باتت معوالًا لهدم ما توصل إليه ترامب من مباحثاتٍ، فكان رحيله هو الحل الأمثل لسيد البيت الأبيض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة