صورة مجمعة
صورة مجمعة


هجمات 11 سبتمبر| معتقل «جوانتنامو».. وجهٌ أمريكا القبيح الذي لن يمحوه الزمن

أحمد نزيه

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 - 08:47 م

ثمانية عشر عامًا مضت، وطوت بين طياتها أحداث 11 سبتمبر المريرة، وبقت ذكراها السيئة عالقةً في أذهان الأمريكيين، خاصةً من عايشوا تلك اللحظات المريرة، وظلت كابوسًا لهم إلى يومنا هذا.

 

برج التجارة العالمي بنيويورك كان هدفًا لجماعاتٍ إرهابيةٍ، فكان في مرماهم يوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ليكون الأمر كالطامة الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة، وهزت أرجاء العالم بأثره، ليفرز ذلك ردًا أمريكيًا لا علاقة له بحقوق الإنسان.

 

معتقل جوانتنامو الإرث السيء

إرثٌ سيءٌ خلفته أحداث 11 سبتمبر، لوث سمعة الولايات المتحدة بشأن موقفها من الحقوق والحريات، اسمه معتقل جوانتنامو ظل مفتوحًا طيلة السنوات الماضية التي أعقبت الحادث وإلى الآن، ورغم ذلك، قرر الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في يناير 2018 الإبقاء على المعتقل مفتوحًا يحوي إلى الآن بين أسواره واحدا وأربعين معتقلًا.

 

ترامب أكمل النهج السيء لبلاده الذي قص شريطه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بعد أحداث 11 سبتمبر، حينما قرر إنشاء محاكم عسكرية استثنائية لمحاكمة الأشخاص الذين يراهم إرهابيين، واحتجازهم في هذا المعتقل الذي رفض الرئيس الأمريكي وقتها أن يخضعه لاتفاقية جنيف الخاصة بحقوق الإنسان، ليودع أول سجين في معتقل جوانتنامو يوم الحادي عشر من يناير.

إرثٌ سيء السمعة خلف بوش للولايات المتحدة، أراد خلفه باراك أوباما أن يمحوه، فأعلن فور انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة أنه سيغلق معتقل جوانتنامو، إلا أن تطلعات أوباما لم تجد التحقق على أرض الواقع، فبالرغم من أنه جدد أكثر من مرة تصريحه بأنه سيغلق المعتقل إلا أن ولايتيه الرئاسيتين انتهتا دون أن يغلق أوباما معتقل جوانتنامو.

داخل جوانتنامو

وبين أسواره المنعزلة عن العالم بالعزلة عن قوانينه الإنسانية وحقوق المتهمين أيًا كانوا المشروعة في الدفاع عن أنفسهم، غيبت الولايات المتحدة شمس ما يناهز الألف شخص، داخل زنازين هذا المعتقل، لقى ثلاثة منهم مصرعهم في العاشر من يونيو عام 2006 جراء اشتداد عملية التعذيب المعرضين لها، في وقتٍ اكتفى المجتمع الدولي بأسره بالتنديد فحسب.

عدد المعتقلين داخل أسوار جحيم جوانتنامو تقلص كثيرًا مع نهاية عام 2013 ليبلغ نحو 160 معتقلًا، قبل أن ينخفض أكثر فأكثر لتعلن الحكومة الأمريكية في السابع عشر من يناير من عام 2017 (قبيل أن يتولى دونالد ترامب الحكم في الولايات المتحدة) أنه لا يزال هناك واحدٌ وأربعون معتقلًا، ينتظرون الإفراج عنهم. وجميع من في معتقل جوانتنامو هم من المسلمين.

ولا يوجد في مخططات الإدارة الأمريكية أي نية لإغلاق معتقل جوانتنامو، بل إن وزارة الدفاع "البنتاجون" أعلنت أنها تدرس خططًا لإنشاء مركز طبي لرعاية المعتقلين من كبار السن وعلاجهم، ما فسره مراقبون بأن البنتاجون يتوقع استمرار احتجاز المعتقلين حتى يشيخون ويموتون داخل السجن، وذلك وفقًا لما ذكره موقع "اندنبندنت عربية".

معتقل جوانتنامو قالت عنه منظمة العفو الدولية من قبل إنه همجية هذا العصر، ولا يزال إرثًا سيئًا لأحداث 11 سبتمبر، وطاعنًا في مصداقية واشنطن الدولية، إلى أن تغلقه الولايات المتحدة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة