زاهى حواس
زاهى حواس


حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت

زاهي حواس

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019 - 08:02 م

 

تقرير لجنة سرقات المقابر

مانزال نتحدث عن سرقات المقابر ولجان التحقيق التى قامت بجرد المقابر. وكان على «بور-عا» عمدة غرب الأقصر أن يقدم للوزير والأمراء أسماء اللصوص، وهم فى الأغلب مجموعة من المشتبه فيهم، لأننا نجد أحدهم وهو المدعو «بيخال»، وقد وُجد هذا الرجل بالقرب من المقابر الملكية، وضُبط مع اثنين آخرين تابعين للمعبد القريب من المقابر. ولقد حقق معه عمدة المدينة والوزير «نب ماعت رع نخت». وكان التحقيق فى ذلك الوقت يعتمد على اعتراف المتهم، وذلك يعنى أنهم كانوا يستعملون أساليب فى التعذيب.
وسوف نجد أن بردية هاريس ذكرت أن احد المتهمين حُقق معه بالضرب بالعصا، مع ربط يديه ورجليه. ويبدو أن نفس الوسيلة قد اُستخدمت لانتزاع اعتراف «بيخال»؛ إذ أنه كما جاء فى بردية أبوت «لقد كنت فى قبر الزوجة الملكية إيزيس زوجة الفرعون رمسيس الثانى ولقد أحضرت معى الأشياء من هناك واستوليت عليها». أما الحجار «أمنبنفر» فقد اعترف اعترافًا تفصيليًا على نفسه وعلى زملائه الثمانية؛ وذلك كما نُشر فى بردية أمهرست وليوبولد الثاني: «لقد وجدنا مقبرة الملك «سخم رع شد تاوي»، وهذا لم يكن قط كالأهرام ومقابر الأشراف التى كنا نذهب لسرقتها عادة وأخذنا آلاتنا المصنوعة من النحاس، وحفرنا بها طريقنا إلى داخل هرم هذا الملك حتى وصلنا إلى نهايته، فوجدنا حجراته السفلية، وأخذنامشكوات متقدة فى أيدينا ونزلنا فيها.ووجدنا المومياء الكريمة لهذا الملك مسلحة بسيف وعدد كبير من التعاويذ والمجوهرات الذهبية حول رقبته وغطاء رأسه المصنوع من الذهب كان عليه، وكانت مومياء هذا الملك مزينة بالذهب، وكانت الصناديق الخشبية مزينة بالذهب والفضة من الداخل والخارج ومرصعة بكل أنواع الأحجار الكريمة ولقد جمعنا الذهب وأشعلنا النيران فى صناديقها الخشبية، ثم عبرنا النهر إلى طيبة، وبعد مرور بضعة أيام سمعت شرطة طيبة بأننا كنا نسرق فى الغرب، فاعتقلونى وسجنونى فى حفر بمقبرة طيبة». وفى اليوم التالى اتجهت لجنة مشكلة برئاسة الوزير خع إمواست استعجالاً للتحقيق لإجراء المعاينة بإرشاد المتهمين وأخذوا معهم بيخال معصوب العينين كما ورد فى بردية أيبوت وقالوا له : «اذهب أمامنا إلى المقبرة التى سرقت منها شيئًا. فذهب الناس أمام الأمراء إلى إحدى مقابر رمسيس الثاني. وكانت مفتوحة لم يُدفن فيها أحد، الذى ينزل عامل الجبانة «أمبفربي» وقال»انظروا هذان هما المكانان اللذان داخلتهما!». وعندئذ أمر الأمراء أن يحقق معه تحقيقًا للسرقة ويبدو أنهم وجدوا أنه لا يعرف مكانًاغير هذين المكانين.وليس لدينا تفسير لاعتراف السارق بسرقة مقبرة الملكة إيزيس، إلا أنه تعرض للتعذيب،وذلك إمام اللجنة العليا التى جاءت للتحقيق فى صحة تقرير اللجنة الأولى ومراجعة أعمال هذه اللجنة. وفى النهاية،إن اللجنة وجدت أن المقابر سليمة. وأعدت التقرير لعرضه على الملك لتوقيع العقوبة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة