بليغ حمدي ووردة
بليغ حمدي ووردة


حكايات| «وردة و بليغ حمدي».. إن الضحية أغرمت بالمجرم

أحمد الشريف

الخميس، 12 سبتمبر 2019 - 03:43 م

 

«تخونوه وعمره ماخانكم ولا اشتكى منكم.. تبيعوه وعمره ما باعكم ولا انشغل عنكم.. قلبي؛ ليه تخونوه».. في قصص الحب قد تكون النهاية مكتوبة منذ الشرارة الأولى لقنبلة الإعجاب التي نزع فتيلها نظرة اهتمام، وألقيت في جوف الفؤاد وفجرته إلى أجزاء؛ معلنا الخضوع ورافعا رايات الاستسلام لهذا المستعمر؛ صادحا بصوت جهوري في الميكروفونات من وسط الأنقاض: «بأن الضحية أغرمت بالمجرم».

 

 

أغنية «تخونوه» التي غناها العندليب عبد الحليم حافظ في عام 1957 ميلادية، اخترقت ألحانها الممهورة بإمضاء من بليغ حمدي قلب الفنانة الجزائرية وردة، سهام اللحن التي أصابت قلب تلك الشابة الجزائرية بالعشق أخذت 6 سنوات لتؤكد أن نهاية قصة الحب كانت إشارتها ظاهرة منذ اللحظة الأولى بـ«تخونوه».

 

رصاصة مُلحن
الرصاصة الأولى التي استقرت في قلب «وردة»، تم إطلاقها داخل إحدى صالات السينما في فرنسا حيث كانت تعيش الشابة الجزائرية، وقادتها الأقدار إلى حضور فيلم «الوسادة الخالية»، الذي قدم فيه العندليب دور البطولة، وما أن شدى بأغنية «تخونوه» حتى ارتجف قلب «وردة» ارتجافة عاشق أمام اللحن الذي خرج من رحمه حب الشابة الجزائرية لصاحب اللحن؛ والذي ستلتقيه «وردة» لتشتعل بينهما قصة حب بدأت بلحن «تخونوه».

 

لحظة اللقاء حانت حينما دُعيت الشابة الجزائرية صاحبة الصوت المميز إلى الحضور إلى القاهرة، وكل ما يشغل تفكيرها بأن كل الأقدار تقود إلى لقاء صاحب لحن «تخونوه» بليغ حمدي، فانتابتها مشاعر السعادة يتسابق قلبها مع خطوات أقدامها للقاء هذا الملحن المبدع، وما أن رتب اللقاء بينهما عندما ذهب بليغ لتحفيظها لحن «يا نخلتين في العلالي» من فيلم «ألمظ وعبده الحامولي»، حتى تفجرت مشاعر الحب في قلبيهما منذ أول نظرة، ويقول بليغ عن تلك اللحظة: «عندما سلّمت على وردة.. لأول مرة اهتز حين أرى امرأة».

 

 

خرق السفينة
وما أن استوت زهرة الحب في قلب الفنانة والملحن، حتى قرر «بليغ» اصطحاب وجدي الحكيم ومجدي العمروسي كي يتقدم لخطبتها، ولكن تأتي الرياح كما لا تشتهي السفن، ليقف والد وردة كحائط صد بين سفينة بليغ ورياح وردة بل وأخرق السفينة بإعلانه رفضه لهذا الزواج، ولكن لأن الحب كان عظيما في قلب بليغ ظلت ناره متقدة تجاه وردة، ولم تخفت أو تخمد للحظة.

 

بعد رفض الزواج، قرر والد وردة العودة إلى الجزائر وأصر على تزويجها من أحد أقاربها وأنجبت منه وداد ورياض وابتعدت عن الفن، ومرّت 10 سنوات اعتقد الجميع حينها أن نار الحب قد أطفأت، ولكن بعد عام ونصف من حضور وردة لاحتفال الجزائر بعيد استقلالها، ولقائها بهدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي، الذي أمسك بالعود خلال الاحتفالية وجاءته فكرة أغنية «العيون السود»، التي كتب عددا من أبياتها في هذا التوقيت، انفصلت وردة عن زوجها، وعادت إلى مصر وغنّت «العيون السود» في 1972، التي أكمل كتابتها الشاعر محمد حمزة بأفكار بليغ، وقال عنها وجدي الحكيم أنها جسدت قصة حب وردة وبليغ وعبر فيها العاشق الولهان عن مشاعره.

 

زواج ممهور بطلاق
أخيرا عادت «وردة» إلى مصر لتتوج قصة حبها بـ«بليغ» بالزواج، وعُقد القران في منزل الفنانة نجوى فؤاد، وغنّى فيه العندليب الأسمر أغنية «مبروك عليك»، واستمر زواج وردة وبليغ 6 سنوات، حتى قررا الانفصال، وفصل النهاية لقصة حب العاشقان لم يكن له سبب سوى إلا أن أغنية «تخونوه» طفت على السطح، وكأن البداية هي من ستضع السطر الأخير في القصة، حيث أبرز ما تم تناوله حينها في أسباب الانفصال هو الحياة غير المنظمة التي يعيشها بليغ حمدي، وخيانته المتكررة لها مع فنانات صاعدات، ما جعل وردة تشعر بالإهانة وذلك ما دفعها لطلب الطلاق.

 

 

الحب لا ينضب
حدث ما حدث بين «وردة وبليغ»، واعتقد الجميع أن ذلك هو الفصل الأخير لقصة حبهما، ولكن ما انتهى الفصل حتى تبعه أخر، فرغم الطلاق، إلا أن مشاعر الحب والمودة ظلت مستمرة، وظل بليغ يحب وردة حتى فارق المنية، ويخبرنا ابن شقيقه: «بأن بليغ كان يردد اسمها قبل وفاته عام 1993 ميلادية».

 

الفنانة وردة ندمت على الانفصال عن بليغ وأصيبت بحالة اكتئاب شديدة، وظلّت في كل لقاءاتها تتحدث عنه، إلى أن توفيت في عام 2013، وقالت عنه: «تعاملي مع بليغ بعد انفصالنا خلاني ندمت على الانفصال، ولو كنت عرفت بليغ زي ما عرفته بعد الانفصال كانت الحياة استمرت بينا»، وهذا ما حكاه وجدي الحكيم.

 

«وعملت أيه فينا السنين؟ عملت أيه.. وعملت أيه فينا السنين؟ عملت أيه.. فرقتنا؟ لا.. غيرتنا؟ لا.. ولا دوبت فينا الحنين»؛ وتبقى أغنية «العيون السود» التي تم إنتاجها في 1972، هي الفصل الأخير لقصة حب الفنانة الجزائرية «وردة» والملحن المصري «بليغ حمدي»، لما تعكسه من حب لامس شغاف قلوب الإثنين واستمر رغم كل ما مرا به من اضطرابات في حياتهما.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة